ما معنى كلمة البراجماتية

خواص دارویی و گیاهی

ما معنى كلمة البراجماتية
ما معنى كلمة البراجماتية

المذهب العملي[1] أو فلسفة الذرائع[1] أو العَمَلانِيَّة أو البراغماتية (بالإنجليزية: Pragmatism)‏ هو تقليد فلسفي بدأ في الولايات المتحدة حوالي عام 1870.[2] غالبًا ما تُنسب أصولها إلى الفلاسفة تشارلز ساندرز بيرس وويليام جيمس وجون ديوي. وصفه بيرس في وقت لاحق في مقولته البراغماتية: “فكر في التأثيرات العملية للأدوات من خلال تصورك. ثم، فإن تصورك لهذه التأثيرات هو كل تصورك لتلك الأدوات.”[3]

تعتبر البراغماتية الكلمات والفكر كأدوات وأدوات للتنبؤ وحل المشكلات والعمل، وترفض فكرة أن وظيفة الفكر هي وصف الواقع أو تمثيله أو عكسه.[4] يؤكد البراغماتيون أن معظم الموضوعات الفلسفية -مثل طبيعة المعرفة، اللغة، المفاهيم، المعنى، المعتقد والعلوم- يُنظر إليها على أفضل وجه من حيث استخداماتها العملية ونجاحاتها.

يعتبر تشارلز ساندرس بيرس ” 1839 ـ 1914 ” م هو مؤسس الذرائعية، وأول من ابتكر كلمة البراجماتية في الفلسفة المعاصرة، وأول من استخدم هذا اللفظ عام 1878 وذلك في مقال نشره -في عدد يناير من تلك السنة- بإحدى المجلات العلمية تحت عنوان «كيف نوضح أفكارنا» وفي هذا المقال، يذهب بيرس إلى أن نحدد السلوك الذي يمكن أن ينتج عنها، فليس السلوك بالنسبة لنا سوى المعنى الوحيد الذي يمكن أن يكون لها. هو صاحب فكرة وضع «العمل» مبدأ مطلقًا ؛ في مثل قوله : «إن تصورنا لموضوع ماهو إلا تصورنا لما قد ينتج عن هذا الموضوع من آثار عملية لا أكثر». تدرج في اهتماماته العلمية والفلسفية التي تلقاها في معاهد وجامعات أوربية وأمريكية حتى حصل على درجة ” الدكتوراة ” في الطب من جامعة هارفارد سنة 1870، وعين أستاذاً للفسيولوجيا والتشريح بها، ثم أستاذاً لعلم النفس فبرز فيه وهوأول من أدخل لفظ البراجماتية في الفلسفة في مقال له بعنوان: كيف نجعل أفكارنا واضحة حيث ذكر فيه أنه لكي نبلغ الوضوح التام في أفكارنا من موضوع ما فإننا لا نحتاج إلا اعتبار ما قد يترتب من آثار يمكن تصورها ذات طابع عملي، قد يتضمنها الشيء أو الموضوع.أما عن لفظ pragmatism فإن بيرس يعترف أنه قد توصل إليه بعد دراسته للفيلسوف الألماني إيمانويل كانط مما ينفي ماذهب إليه البعض من تصور أوليغارشي خالص.

أما جون ديوي فقد وصف البراجماتية بأنها ” «فلسفة معاكسة للفلسفة القديمة التي تبدأ بالتصورات، وبقدر صدق هذه التصورات تكون النتائج، فهي تدعُ الواقع يفرض على البشر معنى الحقيقة، وليس هناك حق أو حقيقة ابتدائية تفرض نفسها على الواقع» “.

أما أشهر فلاسفة البراجماتيزم فإنه ” وليام جيمس” (1842 ـ 1910 م) الذي تدرج في اهتماماته العلمية والفلسفية التي تلقاها في معاهد وجامعات أوربية وأمريكية حتى حصل على درجة ” الدكتوراة ” في الطب من جامعة هارفارد سنة 1870، وعين أستاذاً للفسيولوجيا والتشريح بها، ثم أستاذاً لعلم النفس فبرز فيه.

ما معنى كلمة البراجماتية

ويتبين من ترجمة حياته أن سبب اتجاهه إلى الفلسفة يرجع إلى سماعه لمحاضرة فلسفية ألقاها ” بيرس ” الذي كان يعرض فيها مذهبه، فشعر وليم جيمس على أثرها وكأنه ألقى عليه رسالة محدده، وهى تفسير رسالة ” البرجماتية “.

وذهب وليام جيمس إلى أن المنفعة العملية هي المقياس لصحة هذا الشيء. وذهب الفيلسوف الأمريكي جون ديوي [1859 ـ 1952 م] إلى أن العقل ليس أداة للمعرفة وإنما هو أداة لتطور الحياة وتنميتها؛ فليس من وظيفة العقل أن يعرف. وإنما عمل العقل هو خدمة الحياة. يقول “ويليام جيمس” عن البراجماتية: «إنها تعني الهواء الطلق وإمكانيات الطبيعة المتاحة، ضد الموثوقية التعسفية واليقينية الجازمة والاصطناعية وادعاء النهائية في الحقيقة بإغلاق باب البحث والاجتهاد. وهي في نفس الوقت لا تدعي أو تناحر أو تمثل أو تنوب عن أية نتائج خاصة، إنها مجرد طريقة فحسب، مجرد منهج فقط.»

وكما يؤكد جيمس الذي طور هذا الفكر ونظّر له في كتابه ” البراجماتية ” Pragmatism ،بأنها لا تعتقد بوجود حقيقة مثل الأشياء مستقلة عنها. فالحقيقة هي مجرد منهج للتفكير، كما أن الخير هو منهج للعمل والسلوك ؛ فحقيقة اليوم قد تصبح خطأ الغد ؛ فاللايديولوجيات المنطقية والثوابت التي ظلت حقائق لقرون ماضية ليست حقائق مطلقة، بل ربما أمكننا أن نقول : إنها خاطئة.

ويتوسع مفهوم البرغماتية في دائرة العمل بحيث يشمل المادي والخلقي أو التصوري، وتثمر هذه النظرة للعمل اتساع العالم أمامنا، إنه عالم مرن، نستطيع التأثير فيه وتشكيله، وما تصوراتنا إلا مفروضات أو وسائل لهذا التأثير وتشكيل الاثر الخارجي لنجاعة العمل.

ويعرف وليم جيمس الحقيقة بأنها ” مطابقة الأشياء لمنفعتنا، لا مطابقة الفكر للأشياء “. وكما يؤكد جيمس الذي طور هذا الفكر ونظّر له في كتابه ” البراجماتية ” Pragmatism ،بأنها لا تعتقد بوجود حقيقة مثل الأشياء مستقلة عنها. فالحقيقة هي مجرد منهج للتفكير، كما أن الخير هو منهج للعمل والسلوك ؛ فحقيقة اليوم قد تصبح خطأ الغد ؛ فالمنطق والثوابت التي ظلت حقائق لقرون ماضية ليست حقائق مطلقه، بل ربما أمكننا أن نقول : إنها خاطئة

إن العمل عند جيمس مقياس الحقيقة ” «فالفكرة صادقة عندما تكون مفيدة. ومعنى ذلك أن النفع والضرر هما اللذان يحددان الأخذ بفكرة ما أو رفضها» “.

وقد نبتت فلسفته منذ بداية اهتماماته بها من حاجاته الشخصية، إذ عندما أصيب في فترة من عمره بمرض خطير، استطاع بجهوده أن يرد نفسه إلى الصحة، فاعتقد أن خلاص الإنسان رهن بإرادته، وكان الموحي إليه بالفكرة المفكر الفرنسي ” رنوفيير ” الذي عرف الإرادة الحرة بأنها ” تأييد فكرة لأن المرء يختار تأييدها بإرادته حين يستطيع أن تكون له أفكار أخرى “.

وكانت تجربة شفائه من المرض قد هدته إلى أهمية العمل ورجحت عنده الاجتهاد في العمل بدلاً من الاستغراق في التأمل ” لأن العمل ه«و الإرادة البشرية استحالت حياة» “.

وتلون هذه الفلسفة نظرة أتباعها إلى العالم. فإن العالم الذي نعيش فيه ليس نظرية من النظريات، بل هو شيء كائن، وهو في الحق مجموعة من أشياء كثيرة، وليس من شيء يقال له الحق دون سواه ! إن الذي ندعوه بالحق إنما هو فرض عملي ـ أي أداة مؤقتة نستطيع بها أن نحيل قطعه من الخامات الأولية إلى قطعة من النظام. ويلزم من هذا التعريف للعالم، أنه خاضع للتحولات والتغيرات الدائمة ولا يستقر على حال ” «فما كان حقاً بالأمس ـ أي ما كان أداة صالحة أمس ـ قد لا يكون اليوم حقاً ـ ذلك بأن الحقائق القديمة، كالأسلحة القديمة ـ تتعرض للصدأ وتغدو عديمة النفع» “.

تعارض البراغماتية الرأي القائل بأن المبادئ الإنسانية والفكر وحدهما يمثلان الحقيقة بدقة، معارضة مدرستي الشكلية والعقلانية من مدارس الفلسفة أو لنقل بمعنى أصح الاتجاه التقليدي. ذلك أن الفلسفة العلمية إنما هي بدورها فلسفة تجريبية أيضاً ولقد كان وليم جيمس عالما تجريبياً قبل أن يكون فيلسوفاً تجريبياً ومن ثم فإن هذا الفيلسوف يحدد لنا، في كتابه البراغماتيه الموقف البراغماتي فيقول عنه الموقف الذي يصرف النظر عن الأشياء الأولى والمبادئ، والمقولات، والضرورات المفترضة ويتجه إلى الأشياء الأخيرة، والآثار والنتائج والوقائع[5]

والبراغماتيون لا يعترفون بوجود أنظمة ديمقراطية مثالية إلا أنهم في الواقع ينادون بأيديولوجية مثالية مستترة قائمة على الحرية المطلقة، ومعاداة كل النظريات الشمولية وأولها الماركسية .

العملانية هي تقليد فلسفي بدأ في الولايات المتحدة عام 1870 تقريبا.[2] والعملانية أتت كرفض لفكرة أن وظيفة الفكر هي أن يصف، أو يمثُل، أو يعكس الواقع.[4] ولكن بدلا من ذلك، العملانيون يعتقدون أن الفكر هو نتاج للتفاعل بين الكائن الحي والبيئة. وهكذا، فإن وظيفة الفكر هي أنه أداة أو وسيلة للتنبؤ، والعمل، وحل المشكلة. العملانيين يؤكدون أن معظم الموضوعات الفلسفية- مثل طبيعة المعرفة واللغة والمفاهيم، والمعتقدات، والعلوم،- يتم النظر إليها كلها بالشكل الأفضل من حيث استخداماتها ونجاحاتها العملية. وهناك عدد قليل من المواقف العديدة والمترابطة والمميزة من عمل الفلاسفة على الطريقة العملانية، والتي تشمل:

• نظرية المعرفة (التبرير): وهي نظرية تبرير محكّمة ترفض الادعاء القائل بأن جميع المعلومات والمعتقدات المبرَّرة تستند في نهاية المطاف إلي أساس من المعرفة غير الاستنتاجية أو المعتقد المبرر.
المحكّمون يرون أن التبرير هو فقط وظيفة لبعض العلاقة بين المعتقدات، والتي لا يُعتبر أي واحد منها معتقدا سائدا وفقا للطريقة المعتمدة لدى نظريات التبرير الأصولية.

• نظرية المعرفة (الحقيقة): وهي نظرية انكماشية أو عملانية للحقيقة؛ حيث أن النظرية الانكماشية هي الادعاء المعرفي بأن التأكيدات على أن الحقيقة المُسندة لبيان معين لا تعزو خاصية تسمى الحقيقة لمثل هذا البيان، في حين أن النظرية العملانية إدعاء معرفي بأن التأكيدات على أن الحقيقة المسندة لبيان معين تعزو الممتلكات جيدة الاعتقاد إلى هذا البيان.

• الميتافيزيقيا: وجهة نظر تعددية تفيد أن هناك أكثر من طريقة سليمة لوضع تصور للعالم وكذلك لمحتواه.

• فلسفة اللغة: وجهة نظر ضد التمثيلية والتي ترفض تحليل المعنى الدلالي للمقترحات والحالات العقلية والبيانات من حيث المراسلات أو العلاقة التمثيلية، وبدلا من ذلك تقترح تحليل المعنى الدلالي من حيث المفاهيم مثل التصرفات المُفضية إلى العمل، والعلاقات الاستنتاجية، و/أو الأدوار الوظيفية (مثل المدرسة السلوكية
لاستنتاجية). وينبغي عدم الخلط بين العملانية، والحقل الفرعي للسانيات الذي لا علاقة له بالعملانية الفلسفية.

• بالإضافة إلى ذلك، الأشكال التجريبية، والتخطيئية، والبرهنة، والفلسفة المتحولة كلها عناصر شائعة من الفلسفات العملانية. العديد من العملانيين هم نسبيين معرفيين، ويرون أن هذا جانب مهم من العملانية الخاصة بهم (على سبيل المثال ريتشارد رورتي)، ولكن هذا أمر مثير للجدل، حيث يجادل عملانيون آخرون بأن النسبية من هذا القبيل ستكون مضللة بشكل خطير (مثل هيلاري بوتنام، سوزان هاك).
تشارلز ساندرز بيرس (وحِكمته البراغماتية) يستحق الكثير من الفضل في العملانية [6] ، جنبا إلى جنب مع المساهمين الذين جاؤوا لاحقا في القرن العشرين مثل وليام جيمس وجون ديوي. وقد تمتعت العملانية بتجدد الاهتمام بعدما استخدم كل من كواينويلفريد وسيلر العملانية المنقحة لانتقاد الفلسفة الوضعية المنطقية في الستينيات. وكونها مستوحاة من عمل كواينوسيلرز، فان نوع من العملانية يُعرف أحيانا باسم العملانية الحديثة اكتسب نفوذا من خلال ريتشارد رورتي، وهو الأكثر تأثيرا من بين العملانيين في أواخر القرن العشرين جنبا إلى جنب مع هيلاري بوتنام وروبرت براندوم. ويمكن تقسيم العملانيين المعاصرة على نطاق واسع إلى العملانية التقليدية التحليلية الصارمة والعملانية “الكلاسيكية الحديثة” والتي تلتزم بعمل بيرس وجيمس وديوي.

كلمة العملانية مشتقة من الكلمة اليونانية (Pragma)، والتي تعني “شيء، أو حقيقة”، والتي تأتي من كلمة براسوو (prassō)، والتي تعني “أن تتجاوز، أن تمارس، أن تحقق”.[7] كلمة “العملانية” هي جزء من المصطلحات الفنية في الفلسفة، والتي تشير إلى مجموعة محددة من وجهات النظر الفلسفية المترابطة والتي نشئت في أواخر القرن العشرين. ومع ذلك، غالبا ما يتم الخلط بين هذا المصطلح مع “العملانية” في سياق السياسة (الذي يشير إلى السياسة أو الدبلوماسية التي تقوم أساسا على اعتبارات عملية، بدلا من المفاهيم الأيديولوجية) وأيضا مع الاستخدام غير التقني ل”العملانية” في السياقات العادية في إشارة إلى التعامل مع مسائل حياة المرء بطريقة واقعية وبطريقة تقوم على الاعتبارات العملية بدلا من الاعتبارات المجردة.

ضد الأداتية المفاهيم والنظريات

انتقد ديوي، في كتابه (البحث عن اليقين)، ما وصفه ب “المغالطة الفلسفية”: الفلاسفة غالبا ما يأخذون فئات (مثل العقلية والمادية) كأمر مفروغ منه لأنهم لا يدركون أن هذه الفئات هي مجرد مفاهيم اسمية اخترعت للمساعدة في حل مشاكل محددة. هذا يسبب الارتباك الميتافيزيقي والمفاهيمي. وهناك أمثلة مختلفة مثل “الوجود النهائي” للفلاسفة الهيغلية، والاعتقاد في “عالم القيمة”، وكذلك مثل فكرة أن المنطق، لأنه فكرة مجردة من الفكر الملموس، ليس له علاقة بفعل التفكير الملموس، وهلم جرا .
ديفيد هيلدبراند يلخص المشكلة بأنها: “الغفلة الإدراكية تجاه المهام المحددة والمكوِّنة للتحقيق والتي جعلت الواقعيين والمثاليين على حد سواء يصيغون وصفا للمعرفة أظهر منتجات التجريد الواسع مرة أخرى وأرجعها الي الخبرة.” (هيلدبراند 2003).

الطبيعية ومعاداة الديكارتية

منذ البداية، أراد العملانيين إصلاح الفلسفة وجعلها أكثر انسجاما مع المنهج العلمي كما فهموه. وقالوا بأن الفلسفة المثالية والفلسفة الواقعية كان لهما ميل تجاه تقديم المعرفة البشرية على أنها شيء يتجاوز ما يمكن للعلم أن يفهمه. ثم لجأت هذه الفلسفات إما إلى الظواهر المستوحاة من كانط أو إلى نظريات مراسلات المعرفة والحقيقة. انتقد العملانيين الفلسفة المثالية لوجود الاستباقية فيها، وانتقدوا الفلسفة الواقعية لأنها تأخذ المراسلات كحقيقة غير قابلة للتحليل. العملانية بدلا من ذلك تحاول شرح كيف تعمل العلاقة بين العارف والمعروف في العالم من الناحية النفسية والناحية البيولوجية.
في عام 1868، [8] جادل بيرس أنه لا توجد قوة حدس في معنى إدراكي معين غير مشترط بالاستدلال، وكذلك لا توجد قوة تأمل، أو بديهية أو غير ذلك في معنى الإدراك، وقال أيضا أن وعي عالم داخلي معين يتأتى عن طريق الاستدلال الافتراضي من الوقائع الخارجية. وقد كان التأمل والحدس أدوات فلسفية أساسية، على الأقل منذ ديكارت. وقال بيرس إنه لا يوجد إدراك أول على الإطلاق في العملية المعرفية. مثل هذه العملية لها بداية ولكن يمكن دائما تحليلها إلى مراحل معرفية دقيقة. ما نسميه الاستبطان لا يعطي امتياز الوصول إلى المعرفة عن العقل- الذات هو مفهوم مشتق من تفاعلنا مع العالم الخارجي وليس العكس (دي وال 2005، ص. 7-10).
وفي نفس الوقت، بيريس أصر باستمرار على أن العملانية ونظرية المعرفة بشكل عام لا يمكن أن يُشتقا من مبادئ علم النفس المفهومة كعلم خاص.

ما نعتقده أنه يختلف كثيرا عما يتعين علينا أن نفكر فيه، في كتابه بعنوان ” إيضاحات من منطق العلم”، وضع بيرس كل من العملانية ومبادئ الإحصاءات كجوانب للمنهج العلمي بشكل عام. هذه نقطة خلاف مهمة مع معظم العملانيين الآخرين الذين يدعون إلى مزيد من الطبيعية والنفسانية.

المصالحة المضادة للتشكيك والتخطيئية

اقترح هيلاري بوتنام أن المصالحة المضادة للتشكيك والتخطيئية هي الهدف المركزي من العملانية الأميركية. وعلى الرغم من أن كل المعارف الإنسانية هي جزئية، وليس لديها القدرة على اتخاذ رؤيا عين ربانية، فان هذا لا يتطلب موقفا متشككا معولما، أو موقفا فلسفيا متطرفا (فهو يتميز عن ذلك الجزء المسمّى الشك العلمي).
أصر بيرس أنه (1) في المنطق، هناك افتراض، وعلى الأقل أمل [9] أن الحقيقة والحقيقية يمكن اكتشافهما وسوف يتم اكتشافهما عاجلا أم آجلا، من خلال التحقيق المتعمق بما فيه الكفاية، [3] و( 2) خلافا لطريقة ديكارت المنهجية الشهيرة والمؤثرة في تأملات الفلسفة الأولى، لا يمكن اختلاق الشك أو إنشاؤه بواسطة أمر لفظي لتحفيز التحقيق المثمر، وبالنسبة للفلسفة فيمكنها أن تبدأ في شك عالمي بشكل أقل بكثير من ذلك. الشك، مثل الاعتقاد، يتطلب مبررا. الشك الحقيقي يهيج ويمنع، بمعنى أن الإيمان هو الأساس الذي بناءا عليه يتصرف المرء. فهو ينشأ من المواجهة مع مسألة متمردة ومحددة من الواقع (والذي سماه ديوي “الوضع”)، والذي يزعزع إيماننا في بعض الاقتراحات المحددة. التحقيق أذا هو عملية سيطرة عقلانية على الذات لمحاولة العودة إلى حالة مستقرة من الاعتقاد حول هذه المسألة. لاحظ أن مكافحة الشك هو رد فعل على الشك الأكاديمي الحديث في أعقاب ديكارت. الإصرار العملاني أن كل المعرفة هي مؤقتة، هو إصرار غير ملائم تماما للتقليد التشكيكي القديم.

نظرية الحقيقة العملانية ونظرية المعرفة

العملانية ليست النظرية الأولى التي تعمل على تطبيق التطور على نظريات المعرفة: شوبنهاور دافع عن المثالية البيولوجية قائلا بأن ما هو مفيد بالنسبة لكائن حي أن يعتقده ، قد يختلف بصورة كبيرة عما هو صحيح. هنا يتم تصوير المعرفة والعمل على أنهما مجالين منفصلين مع حقيقة مطلقة أو فائقة وتتجاوز أي نوع من مكونات التحقيق المستخدمة للتعامل مع الحياة. العملانية تتحدى هذه المثالية من خلال توفير وصف “بيئي” للمعرفة: التحقيق هو كيف تستطيع الكائنات الحية السيطرة على بيئتها. الحقيقية والحقيقة هي تسميات وظيفية في التحقيق، ولا يمكن أن تُفهم خارج هذا السياق. فليس الواقعي هو الشعور القوي بالواقعية بشكل تقليدي (وهو ما سماه هيلاري بوتنام لاحقا بالميتافيزيقية)، وإنما هو واقعي من حيث الكيفية التي يُعرّف بها العالم الخارجي الذي يجب عليه التعامل معه.
العديد من أفضل عبارات جيمس – الحقيقة والقيمة الفعلية للحقيقة (جيمس ,1907ص.200) ليست سوى العامل المناسب في طريقة تفكيرنا (جيمس عام 1907، ص. 222) – تم استخراجها من السياق ورسمها كاريكاتوريا في الدراسة المعاصرة كتمثيل لوجهة النظر التي تفيد بأن أي فكرة مع فائدة عملية هي فكرة حقيقية.
في الواقع، يؤكد جيمس، أن النظرية هي على قدر كبير من الدهاء. (انظر ديوي 1910).
وتم مناقشة دور المعتقد في تمثيل الواقع بشكل واسع في العملانية. هل يكون الاعتقاد صحيحا عندما يمثل حقيقة واقعة؟ النسْخ هو نظام حقيقي واحد (وواحد فقط) للمعرفة، (جيمس 1907، ص 91). هل المعتقدات هي التصرفات التي تتصف بأنها صحيحة أو خاطئة اعتمادا على مدي الإفادة التي تحققها في التحقيق والعمل؟ هل فقط تكتسب المعتقدات معنى في نضال الكائنات الذكية مع البيئة المحيطة ؟ هل الاعتقاد يصبح صحيحا فقط عندما ينجح في هذا الصراع؟ في العملانية لا شيء عملي أو مفيد يجب بالضرورة أن يكون صحيحا، ولا أي شيء مما يساعد على البقاء على قيد الحياة في المدى القصير. على سبيل المثال، الاعتقاد بأن زوجي الغشاش مخلص قد يساعدني على الشعور بشكل أفضل الآن، لكن هذا بالتأكيد ليس مفيدا من منظور المدى الطويل لأنه لا يتفق مع الحقائق (وبالتالي فهو غير صحيح).

في الوقت الذي ظهرت فيه العملانية ببساطة كمعيار للمعنى، فإنه سرعان ما توسعت لتصبح نظرية معرفة كاملة مع آثار واسعة لها في الحقل الفلسفي برمته. العملانيين الذين يعملون في هذه المجالات يتشاركون في إلهام واحد، ولكن عملهم متنوع وليس هناك أي آراء واردة بالنسبة لهم.

بالنسبة لفلسفة العلوم، فان الذرائعية هي رؤيا تفيد بأن المفاهيم والنظريات هي مجرد أدوات مفيدة وأن التقدم في العلم لا يمكن أن يصاغ من حيث المفاهيم والنظريات التي تعكس الواقع بطريقة أو بأخرى. فلاسفة الذرائعية غالبا ما يعرّفون التقدم العلمي بأنه ليس أكثر من تحسن في التفسير والتنبؤ بالظواهر. فالذرائعية لا تقول أن الحقيقة لا تهم، ولكنها بدلا من ذلك تقدم إجابة محددة على السؤال: ماذا يعني كل من الحقيقة والزيف وكيف يعملان في مجال العلوم؟.

في وقت لاحق في حياته، أصبح شيلر شهيرا في مهاجمته للمنطق في كتابه، المنطق الرسمي. بحلول ذلك الوقت، كانت العملانية الخاصة بشيلر قد أصبحت الأقرب إلى فلسفة اللغة العادية من أي عملانية كلاسيكية. سعى شيلر لتقويض المنطق الرسمي، من خلال إظهار أن الكلمات تأخذ معنى فقط عند استخدامها في السياق. وكان العمل الأقل شهرة ضمن أعمال شيلر الرئيسية هو تتمة بنّاءة لكتابه المدمر(المنطق الرسمي). في هذه التتمة، التي بعنوان (المنطق للاستخدام)، حاول شيلر بناء منطق جديد ليحل محل المنطق الرسمي الذي انتقده في كتابه (المنطق الرسمي). ما قام بتقديمه هو شيء يعرّفه الفلاسفة اليوم على أنه المنطق الذي يغطي سياق الاكتشاف والطريقة الفرضية الاستنتاجية.

كان جيمس وديوي مفكرين تجريبين ضمن نمط أكثر مباشرة: التجربة هي الاختبار النهائي والخبرة هي ما تحتاج للشرح والتوضيح. فقد كانوا غير راضين عن التجريبية العادية لأنه في التقاليد التي يرجع تاريخها الي هيوم، كان التجريبيون يميلون إلى التفكير في التجربة بأنها ليست أكثر من مجرد أحاسيس فردية. بالنسبة للعملانيين، هذا يتعارض مع روح التجريبية: علينا أن نحاول شرح كل ما يرد في التجربة بما في ذلك الاتصالات والمعنى، بدلا من شرحها بطريقة سطحية والافتراض أن البيانات ذات المعنى هي الواقع النهائي. التجريبية الراديكالية، أو التجريبية الفورية حسب ما يعبّر عنها ديوي، تريد أن تعطي مكانا لمعنى معين وقيمة معينة بدلا من شرحهم بشكل معمق على أنهم إضافات ذاتية لعالَم من الذرات ذات الأزيز.

جادل كل من جون ديوي في كتابه التجربة والطبيعة (1929), وكذلك ريتشارد رورتي في كتابه الفلسفة الأثرية ومرآة الطبيعة (1979)والذي جاء بعد نصف قرن، جادلوا بأن الكثير من النقاش حول العلاقة بين العقل والجسم ينتج من الالتباسات المفاهيمية. حيث يقولون، بدلا من ذلك، أنه ليست هناك حاجة إلى افتراض أن العقل أو الأشياء العقلية هما فئة وجودية.
العملانيين يختلفون حول ما إذا كان يجب على الفلاسفة تبني موقف مطمئن أو طبيعي تجاه مشكلة العقل والجسم. هؤلاء الفلاسفة العملانيين (ومنهم رورتي) يريدون أن يتخلصوا من هذه المشكلة لأنهم يعتقدون انها من المشاكل الزائفة، في حين أن الفلاسفة اللاحقين يعتقدون أنها مسألة تجريبية ذات مغزى.

ترى العملانية أنه لا يوجد فرق جوهري بين العقل العملي والنظري، ولا يوجد أي فرق أنطولوجي بين الحقائق والقيم. فكل من الحقائق والقيم لديه محتوى معرفي: المعرفة هي ما ينبغي لنا أن نصدقه ونؤمن به. القيم هي فرضيات حول ما هو جيد في العمل. الأخلاق العملانية تتصف بالإنسانية على نطاق واسع، لأنها لا ترى أنه هناك اختبار نهائي للأخلاق وراء ما هو مهم بالنسبة لنا كبشر. القيم الجيدة هي تلك التي لدينا أسباب وجيهة للقيام بها، بمعنى طريقة الأسباب الوجيهة. الصياغة البراغماتية تعود إلى ما قبل أولئك الفلاسفة الآخرين الذين أكدوا على أوجه تشابه هامة بين القيم والحقائق مثل جيروم شينويند وجون سيرل.
مساهمة ويليام جيمس في الأخلاق، على النحو المنصوص عليه في مقالته (الرغبة في التصديق) كثيرا ما أسيء فهمها بأنها دعوة للنسبية أو اللاعقلانية. بناءا على شروطها، تقول المقالة بأن الأخلاق تنطوي دائما على درجة معينة من الثقة أو الإيمان، وأننا لا يمكن أن ننتظر دائما دليلا كافيا عند اتخاذ قرارات أخلاقية.

كتاب (الفن كخبرة) لجون ديوي والذي استند إلى المحاضرات التي كان يلقيها ويليام جيمس في جامعة هارفارد، كان محاولة لإظهار نزاهة الفن والثقافة والتجربة اليومية. الفن، بالنسبة لديوي، هو جزء من الحياة الابداعية لكل فرد وليس مجرد امتياز يقتصر على مجموعة مختارة من الفنانين. ويؤكد أيضا أن الجمهور هو أكثر من مجرد متلق سلبي.
وكان تناوُل ديوي للفن ابتعادا عن النهج التجاوزي لعلم الجمال، وذلك بعد عمانوئيل كانط الذي شدد على الطابع الفريد للفن والطبيعة الفاترة للتقدير الجمالي.

هي فئة معاصرة واسعة تستخدم لمختلف المفكرين والتي تتضمن رؤى مهمة للبراغماتيين الكلاسيكيين ولكنها تختلف عنها بشكل كبير. قد يحدث هذا الاختلاف إما في منهجيتهم الفلسفية (كثير منهم مخلصون للتقاليد التحليلية) أو في التكوين المفاهيمي.[10] من البراغماتيين التحليليين المهمين ريتشارد رورتي (الذي كان أول من قام بتطوير فلسفة البراغماتية المحدثة في كتابه الفلسفة ومرآة الطبيعة 1979)[11]، هيلاري بوتنام، دبليو في أو كوين ودونالد ديفيدسون. يدافع المفكر البرازيلي الاجتماعي روبرتو أنجر عن البراغماتية الراديكالية تلك التي “تنزع الجنسية” عن المجتمع والثقافة ويصر بالتالي على أنه يمكننا “تغيير طابع علاقتنا بالعالمين الاجتماعي والثقافي الذي نعيش فيه بدلاً من مجرد تغيير محتوى الترتيبات والمعتقدات التي يضمانها شيئاً فشيئاً”[12]. يعد رورتي المعاصر ويورغن هابرماس أقرب إلى الفلسفة القارية.

ما معنى كلمة البراجماتية

يتضمن المفكرون الذين يؤمنون بالبراغماتية المحدثة والمخلصين بشكل أكبر للبراغماتية الكلاسيكية سيدني هوك وسوزان هاك (المعروفة بنظريتها التأسيسية). تجد العديد من الأفكار البراغماتية (خاصة أفكار بيرس) تعبيراً طبيعياً في إعادة البناء النظري لعلم نظرية المعرفة الذي تم اتباعه في عمل إسحاق ليفي. يدعو نيكولاس ريشر إلى نسخته من البراغماتية المنهجية القائمة على تفسير الفعالية البراغماتية ليس كبديل للحقائق بل كوسيلة لإثباتها. ريشر هو أيضاً من دعاة المثالية البراغماتية.

لا يمكن تمييز جميع البراغماتيين بسهولة. مع ظهور فلسفة ما بعد التحليل وتنويع الفلسفة الأنجلو أمريكية تأثر العديد من الفلاسفة بالفكر البراغماتي دون الالتزام العلني بالضرورة بهذه المدرسة الفلسفية. يندرج دانييل دينيت طالب كوين في هذه الفئة، وكذلك ستيفن تولمين الذي وصل إلى موقعه الفلسفي من خلال فيتجنشتاين الذي وصفه بأنه “براغماتي من نوع متطور”. مثال آخر هو مارك جونسون الذي تشارك فلسفته المتجسدة (لاكوف وجونسون 1999) في علم النفس والواقعية المباشرة ومناهضة الديكارتي مع البراغماتية. البراغماتية المفاهيمية هي نظرية معرفة ناشئة عن عمل الفيلسوف والمنطق كلارنس إيرفينج لويس. تمت صياغة نظرية المعرفة النظرية البراغماتية لأول مرة في كتاب “العقل والنظام العالمي” لعام 1929: الخطوط العريضة لنظرية المعرفة.

تحضر البراغماتية الفرنسية مع المنظرين مثل برونو لاتور وميشيل كروزييه ولوك بولتانسكي ولوران تيفنو. غالباً ما يُنظر إليها على أنها قضايا هيكلية مرتبطة بالنظرية النقدية الفرنسية لبيير بورديو. تقدمت البراغماتية الفرنسية مؤخراً في علم الاجتماع الأمريكي أيضاً.[13][14][15]

تتشابه في القرن العشرين حركات الوضعانية المنطقية وفلسفة اللغة العادية مع البراغماتية. وكما البراغماتية فإن الوضعانية المنطقية توفر معيار للتحقق من المعنى الذي من المفترض أنه سيخلصنا من هراء الميتافيزيقيا مع ذلك فإن الوضعانية المنطقية لا تشدد على العمل كما تفعل البراغماتية. نادراً ما قام البراغماتيين باستخدام مبدأهم المعياري لاستبعاد جميع الميتافيزيقيات باعتبارها هراء. عادة ما يتم طرح البراغماتية لتصحيح العقائد الميتافيزيقية أو لبناء عقائد يمكن التحقق منها تجريبياً بدلاً من القيام برفض كامل.

فلسفة اللغة العادية أقرب إلى البراغماتية من أية فلسفة أخرى نظراً لطابعها الاسمي ولكونها تأخذ الوظيفة الأوسع نطاقًا للغة في بيئة محط تركيزها بدلاً من التحقيق في العلاقات المجردة بين اللغة والعالم.

البراغماتية لها علاقة بعملية الفلسفة. تطورت الكثير من أعمالهم في حوار مع فلاسفة العملية مثل هنري بيرجسون وألفريد نورث وايتهيد الذين لا يعتبرون عادة براغماتيين لأنهم يختلفون كثيراً في نقاط أخرى.

ترتبط السلوكية والوظيفية في علم النفس وعلم الاجتماع أيضاً بالبراغماتية وهو أمر لا يثير الدهشة بالنظر إلى أن جيمس وديوي كانا من علماء علم النفس وأن ميد أصبح عالماً اجتماعياً.

النفعية لها بعض أوجه التشابه الهامة مع البراغماتية وجون ستيوارت ميل تبنى قيم مماثلة.

تؤكد البراغماتية على العلاقة بين الفكر والعمل. دمجت الحقول التطبيقية مثل الإدارة العامة،[16] العلوم السياسية،[17] دراسات القيادة،[18]منهجية[19] العلاقات الدولية،[20] حل النزاعات،[21] ومنهجية البحث [22][23] البراغماتية في مجالهم. غالباً ما يتم إنشاء هذه الصلة باستخدام مفهوم ديوي وآدامز الواسع للديمقراطية.

في أوائل القرن العشرين اشتقت نظرية التفاعل الرمزي وهي منظور رئيسي في علم النفس والاجتماع الاجتماعي من البراغماتية وخاصة عمل جورج هربرت ميد وتشارلز كولي وكذلك عمل بيرس ووليام جيمس.

يتم إيلاء اهتمام متزايد لعلم نظرية المعرفة الواقعية في فروع أخرى من العلوم الاجتماعية والتي عانت من نقاشات خلافية حول وضع المعرفة العلمية الاجتماعية. [24][25]

يشير المتحمسون إلى أن البراغماتية تقدم مقاربة تعددية وعملية على حد سواء.[26]

لقد أثرت البراغماتية الكلاسيكية لجون ديوي وويليام جيمس وتشارلز ساندرز بيرس على الأبحاث في مجال الإدارة العامة. يدعي الباحثون أن البراغماتية الكلاسيكية كان لها تأثير عميق على أصل مجال الإدارة العامة.[27] على المستوى الأساسي، يكون المسؤولون العامون مسؤولين عن جعل البرامج “تعمل” في بيئة تعددية موجهة نحو المشكلات. المدراء العامون مسؤولون أيضاً عن العمل اليومي مع المواطنين. يمكن تطبيق ديمقراطية ديوي التشاركية في هذه البيئة. تساعد فكرة نظرية ديوي وجيمس النظرية الإداريين كأداة في صياغة النظريات لحل المشكلات السياسية والإدارية. علاوة على ذلك، تتزامن نشأة الإدارة العامة الأمريكية بشكل وثيق مع فترة التأثير الأكبر للبراغماتيين الكلاسيكيين.

أي نوع من البراغماتية (البراغماتية الكلاسيكية أو البراغماتية الجديدة) كان الأكثر منطقية في الإدارة العامة هو محط جدل. بدأ النقاش عندما قدمت باتريشيا إم شيلدز فكرة ديوي عن مجتمع البحث.[28] اعترض هيو ميلر على عنصر واحد من مجتمع البحث (الموقف الإشكالي، الموقف العلمي، الديمقراطية التشاركية): الموقف العلمي.[29][30] تلا ذلك مناقشة تضمنت ردود من ممارس،[31] خبير اقتصادي،[32] مخطط،[33] علماء الإدارة العامة الآخرين،[34] وفلاسفة مشهورين[35] [50]. ورد ميلر وشيلدزأيضاً.

بالإضافة إلى ذلك، المنحة التطبيقية للإدارة العامة التي تقيم المدارس المستأجرة،[36] التعاقد الخارجي أو الاستعانة بمصادر خارجية،[37] الإدارة المالية،[38][39] قياس الأداء،[40] مبادرات نوعية الحياة الحضرية،[41] والتخطيط الحضري[42] تعتمد في جزء منها على أفكار البراغماتية الكلاسيكية في تطوير الإطار المفاهيمي وتركيز التحليل.[43][44]]

انتُقد استخدام مسؤولي القطاع الصحي للبراغماتية لأنه غير مكتمل في براغماتيته، على أية حال[45] وفقاً للبراغماتيين الكلاسيكيين فإن المعرفة تتشكل دائماً من خلال المصالح الإنسانية. إن تركيز المدير على “النتائج” يؤدي ببساطة إلى تعزيز مصلحته وهذا التركيز على النتائج غالباً ما يقوض مصالح مواطنهم والتي غالباً ما تكون أكثر اهتماماً بالعملية. من ناحية أخرى، يجادل ديفيد برندل بأن قدرة البراغماتية على سد الثنائيات والتركيز على المشكلات العملية وشمل وجهات نظر متعددة ودمج مشاركة الأطراف المعنية (المريض والأسرة وفريق الصحة) والطبيعة المؤقتة تجعلها مناسبة تماماً لمعالجة المشكلات في هذا المجال.[46]

أعاد الفلاسفة النسويون منذ منتصف التسعينيات اكتشاف البراغماتية الكلاسيكية كمصدر للنظريات النسوية. تستكشف أعمال سيجفريد، [47] دوران،[48] كيث،[49] وويبس[50] الروابط التاريخية والفلسفية بين النسوية والبراغماتية. استغرقت العلاقة بين البراغماتية والنسوية وقتاً طويلاً حتى تم اكتشافها لأن البراغماتية نفسها قد تحطمت بسبب الوضعانية المنطقية خلال العقود الوسطى من القرن العشرين. نتيجة لذلك، فقدت من الخطاب النسوي. إن السمات العملية للبراغماتية التي أدت إلى تراجعها هي الخصائص التي تعتبرها النسويات الآن أعظم نقاط قوتها. هذه “انتقادات مستمرة ومبكرة للتفسيرات الوضعانية للمنهجية العلمية والإفصاح عن أبعاد قيم المطالبات الواقعية”، عرض الجماليات على أنه تجربة يومية، إخضاع التحليل المنطقي للقضايا السياسية والثقافية والاجتماعية، ربط الخطابات السائدة بالهيمنة؛ “إعادة تنظيم النظرية مع التطبيق العملي، ومقاومة الانعكاس إلى نظرية المعرفة والتأكيد على تجربة ملموسة”.[51] يشير هؤلاء الفلاسفة النسويات إلى جين آدامز كمؤسس للواقعية الكلاسيكية. بالإضافة إلى ذلك، تتوافق أفكار جيمس وميد وديوي مع العديد من المعتقدات النسوية. طورت جين أدامس، وجون ديوي، وجورج هربرت ميد فلسفاتهم لأن الثلاثة أصبحوا أصدقاء وأثروا في بعضهم البعض وشاركوا في تجربة هال هاوس وأسباب حقوق المرأة.

يجادل آرثر أونكين لوفجوي في مقال 1908 “البراغمات الثلاثة عشر” بأنه هناك غموض كبير في مفهوم آثار حقيقة الاقتراح وتلك الخاصة بالمعتقدات في الاقتراح من أجل إبراز أن العديد من البراغماتيين قد فشلوا في إدراك هذا التمييز.[52] حدد لوفجوي ثلاثة عشر من المواقف الفلسفية المختلفة التي كان كل منها يسمى براغماتية.

كرّس الفيلسوف البريطاني برتراند راسل فصلاً لكل من جيمس وديوي في كتابه “تاريخ الفلسفة الغربية”؛ أشار راسل إلى المناطق التي وافق عليها معهم، لكنه سخر أيضاً من آراء جيمس بشأن الحقيقة ووجهات نظر ديوي في الاستفسار.[53]:17[54]:120–124 قال هيلاري بوتنام في وقت لاحق أن راسل “قدم مجرد صورة كاريكاتورية” لآراء جيمس [53]:17 و “قراءة خاطئة لجيمس”[54]:121 بينما جادل توم بيرك مطولا أن راسل قدم “وصف منحرف لوجهة نظر ديوي”.[53]:20 في مكان آخر من كتاب راسل التحليل من العقل قام راسل بمدح التجريبية الراديكالية لجيمس والتي رُوِّض لها حساب رسل عن الأحادية المحايدة.[53]:17[55] دافع ديوي في قضية برتراند راسل عن راسل ضد محاولة إزالة راسل من كرسيه في كلية نيويورك في عام 1940.[56]

تم انتقاد مذهب البراغماتية المحدثة كما يمثله ريتشارد رورتي باعتباره نسبياً من قِبل كل من أخصائيي علم الأحياء الجدد مثل سوزان هاك (Haack 1997) والعديد من الفلاسفة التحليليين (Dennett 1998). ومع ذلك يختلف عمل رورتي التحليلي المبكر بشكل ملحوظ عن عمله اللاحق الذي يعتبره البعض بما في ذلك رورتي أقرب إلى النقد الأدبي منه إلى الفلسفة والذي يجذب وطأة النقد من منتقديه.

طرح ممتاز، ممكن تعطي امثلة على حالات تمثل البراغماتية وحالات تناقضها؟ للتوضيح فقط

الأسلوب فعلا مبسط وجميل

بارك الله فيكم ولكن ياريت يكون في تمثيل يوضح الأفكار


تعليقك يدفعنا للإستمرار ^_^(ملحوظة : يتم الإشراف على التعليقات قبل نشرها)مَّا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ

Wird geladen…

Wird geladen…

Wird geladen…

Wird verarbeitet…

Wird geladen…

ما معنى كلمة البراجماتية

Wird geladen…

Wird verarbeitet…

Melde Dich an, um unangemessene Inhalte zu melden.

Wird geladen…

Wird geladen…

ما معنى البراجماتية؟ومن هو أول من أوجد هذا المصطلح ؟#إسلام_أون_لاين

Wird geladen…

Wird geladen…

Wird geladen…

Wird geladen…

Wird geladen…

Wird verarbeitet…

Playlists werden geladen…

Wird geladen…

Wird geladen…

Wird geladen…

Wird verarbeitet…

Wird geladen…

ما معنى كلمة البراجماتية

Wird geladen…

Wird verarbeitet…

Melde Dich an, um unangemessene Inhalte zu melden.

Wird geladen…

Wird geladen…

ما معنى البراجماتية؟ومن هو أول من أوجد هذا المصطلح ؟#إسلام_أون_لاين

Wird geladen…

Wird geladen…

Wird geladen…

Wird geladen…

Wird geladen…

Wird verarbeitet…

Playlists werden geladen…


ابتُليت الأمة الإسلامية عبر تاريخها بتيارات هدامة تسعى إلى الفتك بجسمها ، وتشتيت فكرها ، وإهدار كرامتها ، وتمزيق هويتها ، والحيلولة بينها وبين الوصول إلى أهدافها وغايتها. وقد تدرجت تلك التيارات في خطورتها وضلالتها ، كما تدرجت وتباينت في خفائهـا وتلبيسها على أبناء هذه الأمة . ومن تلك التيارات التي بدأت تتشكل وتستشري بين أفراد هذه الأمة ومثقفيها ( التيار البراجماتي ) الذي يدعو إلى الذرائعية ، وتمييع المفاهيم ، وتقديس الواقعية ، وتسويغ الوسائل للوصول إلى الغايات العملية .

   هذا الفكر الدخيل وجد أتباعاً ومريدين ، بل ودعاة ومروجين له ـ ولو لم يسمعوا به من قبل، أو يخطر لهم على بال . وهذا البحث المختصر يلقي الضوء على نشأة هذا التيار ، وأسباب انتشاره ، وأثره على سلوك المسلمين وتوجهاتهم الأدبية والإعلامية والاقتصادية .

ما هي البراجماتية ؟ إن البراجماتية اسم مشتق من اللفظ اليوناني براجما (pragme) وتعني ”  العمل ”  . وعرفها قاموس ويبستر العالمي (Webster) بأنها تيار فلسفي أنشأه شارلز بيرس (price) ( ووليام جيمس William James)  يدعو إلى أن حقيقة كل المفاهيم لا تثبت إلا بالتجربة العلمية “.

أما ديوي فقد وصف البراجماتية بأنها ” فلسفة معاكسة للفلسفة القديمة التي تبدأ بالتصورات ، وبقدر صدق هذه التصورات تكون النتائج ، أما البراجماتية فهي تدعُ الواقع يفرض على البشر معنى الحقيقة ، وليس هناك حق أو حقيقة ابتدائية تفرض نفسها على الواقع “(2).

ما معنى كلمة البراجماتية

وكما يؤكد جيمس الذي طور هذا الفكر ونظّر له في كتابه ” البراجماتية ”  Pragmatism ، فإن البراجماتية لا تعتقد بوجود حقيقة مثل الأشياء مستقلة عنها . فالحقيقة هي مجرد منهج للتفكير ، كما أن الخير هو منهج للعمل والسلوك ؛ فحقيقة اليوم قد تصبح خطأ الغد ؛ فالمنطق والثوابت التي ظلت حقائق لقرون ماضية ليست حقائق مطلقه ، بل ربما أمكننا أن نقول : إنها خاطئة .

بين العلمانية والعقلانية : 

يخلط من يعتبر البراجماتية مصطلحاً مرادفاً للعقلانية ؛ فالبراجماتية تقرر أن الحقيقة أو التجربة أو الواقع يتغير ، أما الواقع والحقيقة في نظر العقلانية فهي قائمة منذ الأزل ؛ فبمقدار ما ينظر العقلانيون إلى الماضي يعتد البراجماتيون بالمستقبل وحده . أما العلمانية أو ” اللادينية ” بتعريفها العلمي الدقيق فقد كانت وما تزال منهجـاً فكـرياً هـداماً تسللت من خلاله أفكـار الغرب وقيمه التي حملها ، وكان من أخلص دعاتها بَعْضٌ أبناء هذه الأمة وفلذات كبدها . إلا أن تيار الصحوة الإسلامية الذي اجتاح بفضل الله ورحمته بقاع الأرض تصدى لهذا الفكر الفاسد ، وعرَّى دعاته ، ورد كيد مروِّجيه ؛ فلم يعد للعلمانية في عدد من ديار المسلمين التي نضجت فيها الصحوة ونمت وأثمرت مشاعل خير وهدى ، لم يعد لها بريق أخاذ كما كانت في الماضي ؛ فقد أصبحت الأصوات المنادية بأفكارها نشازاً ، ودعاتها منبوذين ، واستبانت للجماهير ” سبيلُ المجرمين ” وطرقُهم . فلم يعد مقبولاً في أكثر بلاد المسلمين أن ينعق أحد بالقول : ” ما للإسلام وسلوكنا الشخصي ؟ ” ، ” وما للإسلام وزي المرأة ؟ ” ، ” وما للإسلام والأدب ؟ ” ، “وما للإسلام والاقتصاد ؟ ” . لكن هذه الأصوات تجد آذانا صاغية ، بل وأتباعاً ومريدين ومؤيدين حينما تنهج الفكر البراجماتي فتقول: ” إنه لا بأس بوجود القنوات الفضائية العربية الماجنة طالما أنها تصرف المشاهدين المسلمين عن القنوات الكفرية المنحلة ” ، أو تنادي بأن التمكين في الأرض واستخلافها يسوِّغ بعض الربا إذا ما أدى إلى انتعاش موارد الأمة وقوة اقتصادها . كما أنه ليس في بعض الكفر والإلحاد بأس إذا ما أنتج الأدب إبداعاً ثقافياً مميزاً . فهذا المذهب الذرائعي البراجماتي ربما كان مطية يمتطيه أصحاب الفكر العلماني للوصول إلى مآربهم وأهدافهم في تمييع شـرائع الدين ونقض أصوله وثوابته .

   والحق أن البراجماتية ـ على هذا النحو ـ تعد أكثر خطراً على سلوك المسلمين وعامتهم من العلمانية في وقتنا المعاصر . كما أن دعاتها الذين استمرؤوا هذا الفكر ودافعوا عنه ، وروجوا له وحسنوه في أعين الناس ، وارتضوه معتقداً ومنهجاً لسلوكهم ليسوا مجرد عُصاة ، بل مبتدعة ومحدثون يسري فيهم قول المصطفى صلى الله عليه وسلم : ” ومن سن سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة” وقوله ـ عليـه الصـلاة والسلام ـ: ” من أحدث فيها أو آوى محدثاً فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ” . وهم أشد من مرتكبي المعاصي المقصرين والمعترفين بذنوبهم وآثامهم ، فكما قال سفيان الثوري: ” البدعة أحب إلى إبليس من المعصية ؛ فإن المعصية يتاب منها ، والبدعة لا يتاب منها ” فخطرهم قد امتد إلى كثير من نواحي الحياة ، ولم يقتصر على السلوك الشخصي لأبناء الأمة ، بل تجاوزه إلى التغلغل إلى معاملاتهم الاقتصادية ، وتوجهاتهم الأدبية ، ومناهجهم السياسية ، ومنطلقاتهم الإعلامية .

البراجماتية في الأدب :      إن التزام المسلم فيما يكتب ويقول يعد مبدأ هامّاً من المبادئ المقررة في الشريعة وهو ” الالتزام ” الذي تدعو إليه أدبيات الدعوة ، وسيرة السلف الصالح .

فحياة المسلم وأفكاره ومنطلقاته لا تسير عبثاً ولا تتشكل ارتجالاً، بل قوامها ومرجعها الثوابت الأساسية ، والشرائع الربانية التي تعد الإطار العام الذي ينظم للمسلم ومنطلقاته وتوجهاته العلمية والأدبية والسياسية والاقتصادية وسائر حياته العامة .      والناظر إلى المذاهب الأدبية المتعارضة والمتناقضة يجد أنهـا كانت نتاج أزمات وردود أفعال زمنية مَرَضِيَّة مرتبطة بالحالات والأزمان التي عايشتها . لذا فقد ظهرت تلك الأفكار ونمت تلك الاتجاهات الأدبية المريضة وما يقابلها من اتجاهات معاكسة وانبثقت من المجتمعات التي تسودها الأنانية المطلقة والحرية الفردية التي تقدس الوحدوية وتسعى إلى نقل ذلك التقديس الفردي إلى ما يصدر عن ذلك الفرد من أقوال لا ترتبط بثوابت ولا بقيم .

    وقد كان للاتصال بالغرب والتتلمذ على أيديهم الأثر الكبير في تبني تلك المذاهب الأدبية المنحرفة ، فبدافع الواقعية أو البراجماتية في الاستفادة من العلوم الغربية ومحاكاة الغرب والتنافس معه في طلب العلم والمعرفة أقبل الأدباء والمفكرون المسلمون على تبني تلك المناهج الأدبية المنحرفة ، وسايروا توجهاتهم الفكرية والأدبية ، ونقلوها على علاتها وأسقامها ، فظهر المتبنون للمناهج الأدبية التي منها تلك المناهج التي تجعل كاتب النص أو مستقبله يترفع عن المبادئ والقيم التي تحكم المجتمع ، فيقرأ المستقبل للنص ، وهو يشارك القائل الحرية في معناها الإنساني دون أن يكون للنص علاقة بصاحبه أو بمظاهر الحياة أو قيمها التي تسود في ذلك الزمن الذي صدر فيه النص . كما ظهر أولئك المسايرون للمذاهب الحداثية في دراسة النصوص ، فاعتنوا بالشكل دون المضمون ، وأصبحت دراسة النص لديهم تنْحو المنحى التحليلي المعتمد على الدلالات والرموز والطلاسم والإشارات المتحررة من جميع النـزعات الدينية أو السياسية أو المذهبية ، وتخلَّوْا عن مصطلحات النقد العربي إلى المصطلحات الغربية ليضفوا على توجهاتِهم الشرعيةَ والعلميةَ فتحوَّل المجاز في اللغة إلى ” انحراف ” ودلالات الألفاظ إلى ” سيميوتيكا “، والإشارات الموحية إلى ” سوسيولوجيا “، وقواعد اللغة إلى زوايا وخطوط وتقاطعات وتداخلات هندسية ، وحلت هذه المصطلحات محل مصطلحات النقد الأدبي الموروث ؛ ليختلط بذاك المعنى مع التركيب مع الدلالة ولتصبح إبداعاً وابتكاراً وتجديداً يختلط فيه الصحيح مع السقيم والحق مع الباطل ، والخير مع الشر دونما رابط أو محدد أو إطار ينظم ذلك الإبداع ويقوِّمه .

البراجماتية في الإعلام :  

خلافاً للأدب الذي كانت بداياته وأصوله الإسلامية حسنة منذ زمن طويل ، فإن ولادة الإعلام في كثير من بلاد المسلمين كانت على يد المستعمر الأجنبي الذي أنشأ تلك الوسائل الإعلامية التي من أهدافها أن تديم وتبقي استعماره ، وترسخ سيطرته وسطوته ؛ ولذلك فقد كانت منطلقات الإعلام وأهدافه لا تمت بصلة لخدمة قضايا الأمة ، ولا ترتبط بتراثها الأصيل ؛ فالإذاعة على سبيل المثال بدأت في بلادنا العربية كمحطات أهلية صغيرة متفرقة في مصر هدفها خدمة الاستعمار، فلما تحولت إلى مؤسسات حكومية ظلت تقلد الغرب وتعتمد على الترجمة والاقتباس والنقل الأعمى لما تبثه إذاعات الغرب ووسائله ، وهكذا كان الحال في معظم البلاد العربية والإسلامية ، وما يسري على الإذاعة يسري كذلك على التلفاز والمسرح والسينما التي تنافست في تشتيت هوية الأمة ، وإهدار فكرها ، وتمزيق وحدتها ، وإفساد أخلاقها .

وعلى هذا فقد بُني أغلب إعلامنا لخدمة الغرب ومبادئه ، وغلب عليه الانفصام بين الدين والدنيا ، والبعد عن الأصالة ، والإيغال في التقليد الأعمى ، ولم تكن الحركات الإصلاحية الرسمية ذات أثر فعال سوى فيما يحقق أهدافها ومآربها من توجهات إعلامية ترضيها ، وتعمل على تقديسها وإضفاء الشرعية المطلقة لأحكامها وأوامرها .

ولما هيأ الله لهذه الأمة صحوة مباركة أيقظت أبناءها من السبات العميق ، والغفلة الغارقة ، أدرك المصلحون الحاجة إلى صياغة أخرى للإعلام الإسلامي وخدمة قضايا الأمة وأهدافها السامية ؛ حينها ظهرت المحاولات الجادة ” لأسلمة ” الإعلام ، وجعله أداة داعية إلى الخير العام للإنسانية ، ومعيناً على عمارة الأرض والاستخلاف فيها ، ومحققاً للعبودية الخالصة لله ـ عز وجل ـ كما قال – تعالى -:{ قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين } (الأنعام: 162)، وظهر في الساحة الإسلامية أولئك المتبنون والمتحمسون لتقديم إعلام إسلامي رزين ، يكون بديلاً لتلك المعاول الهدامة والوسائل المفسدة ، ولكنها لم تكن سوى بدايات متواضعة واجتهادات بسيطة أمام ذلك الفساد الجارف ، ونشأ بين هؤلاء وأولئك البراجماتيون الذين خلطوا السم بالدسم ؛ ليقدموا إعلاماً هجيناً مشوَّهاً يختلط فيه الحق بالباطل والخير بالشر ؛ فظهرت تلك الصحف والمجلات والقنوات الفضائية ، التي جعلت الترويج والترفيه هدفاً أساساً وغاية كبرى للإعلام الإسلامي البديل فخلطت المفاهيم ، ومُيِّعت القضايا باسم الإسلام ونصرته ونشر مبادئه السمحة ؛ فليس هناك غضاضة لدى القائمين عليها من أن تعرض تلك القنوات أفلاماً عربية ساقطة ومفسدة للأخلاق بحجة أنها البديل الأفضل والأهون ضرراً على المشاهد العربي المسلم من تلك الأفلام الأجنبية الغربية الخليعة . كما أنه لا بأس في عصر الحضارة والتقدم أن تنبري بعض الماجنات والمتغربات مظهراً ومخبراً لتقديم الفتاوى الإسلامية ، ومناقشة القضايا الدينية والاجتماعية في حياة أبناء وبنات هذه الأمة .

    فكان هذا التوجه البراجماتي الخطير نذير شؤم على تصحيح مسار الإعلام الإسلامي النبيل ، فدعاته هم أولئك الذين يملكون السبل المادية ، والإمكانات البشرية التي يحلو لها الرقص على ما يثير نزواتها وشهواتها .

البراجماتية في الاقتصاد :      يقول الدكتور محمد عزيز سالم : ” إن البراجماتية تعبير صادق عن الفلسفة الأمريكية “، فهي تدعو إلى ” العملية ” وتتخذ من ” العمل ” مقياساً للحقيقة ، لتوافق بذلك ما يدعو له النظام الرأسمالي الذي يربط بين الحقيقة من جهة ، والذاتية والنفعية من جهة أخرى . 

   وأصبحت البراجماتية منذ ذلك الحين المبدأ الإداري والاقتصادي الحكيم الذي يتعامل مع الواقع وما يحيط به من ظروف متغيرة بصورة عملية تحقق الأهداف القائمة على مبدأ المنافسة الحرة بكفاءة واقتدار . وأصبح المصطلح البراجماتي مفهوماً مرتبطاً بالإدارة والاقتصاد وتسلل هذا المفهوم إلى مبادئ الاقتصاديين والإداريين المسلمين وسلوكيات التجار وأصحاب الأموال والاستثمارات ، فتساهل الممارسون للأعمال التجارية في استخدام جميع الوسائل ـ بغض النظر عن شرعيتها ـ للوصول إلى ما يعتقدونه هدفاً سامياً ، وغاية حسنة تسوغ الوسائل كلها ، فظهر من ينادي بحِلِّ بعض أنواع الربا حتى تتمكن البنوك الإسلامية من مقارعة مثيلاتها الغربية الكافرة ومنافستها، واستحلال اليانصيب لجمع الأموال وإنفاقها في وجوه الخير ، كما ظهر من لا يرى غضاضة في استخدام الأساليب الإعلامية والإعلانية الشهوانية ، تقليداً للغرب ؛ وذلك بحجة جذب المستهلكين إلى الصناعات المسلمة ، وصرفها عن صناعات أعدائها ؛ فأصبح من المضحك المبكي أن ترى من لا يجد بأساً في ظهور الفتيات الفاتنات يعرضن إعلاناً لأحد المنتجات العربية ، ما دمن متحجبات الحجاب العصري الجديد . كما ظهرت في بلادنا العربية تلك الاستثمارات السياحية المشبوهة والاحتفالات المختلطة التي يسوِّغ دعمها صرف الشباب المسلم عن الوقوع فريسة السياحة الغربية الكافرة . والأمثلة كثيرة على تلك الاستثمارات التجارية المتنامية في بلاد المسلمين التي تقوم على أسس براجماتية وذرائعية .

أسباب انتشار البراجماتية :     إن أسباب انتشار الفكر البراجماتي كثيرة ومتعددة، كما أن العوامل التي ساهمت في نموه وقبول فئة من الناس له مختلفة ومتداخلة . وإجمالاً للقول: فإن من تلك الأسباب الكثيرة التي يحسن إلقاء الضـوء عليها : أولاً: قلة العلم الشرعي . ثانياً: اتباع الهوى . ثالثاً: اتساع الفجوة بين العلماء والمفكرين . رابعاً: التقصير في واجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .

أولاً: قلة العلم الشرعي : لعل من أبرز عوامل بروز هذه الظاهرة هو: قلة العلم والعلماء المختصين بالعلم الشرعي ، وندرتهم لسد حاجة الأمة ؛ فقد أتى على المسلمين زمن ضعفت فيه همم الشباب عن طلب العلم الشرعي ، والتخصص فيه ومتابعة علومه ، واكتفى كثير منهم بالعلم السطحي المادي مسايرة للتقدم الحضاري الغربي ، فظهرت الفجوة الكبيرة والنقص الواضح في المرجعية والتخصص العلمي ، وظهرت طبقة جديدة من المثقفين وجيل جديد من المختصين الحاملين للشهادات العلمية البراقة والأسماء العلمية اللامعة التي لا تحمل في جعبتها من العلم الشامل إلا القليل؛ فانتشرت بذلك ” الجهالة المقنعة”، وترأَّس أولئك المثقفون والمفكرون المعاهد والأقسام ، وتصدروا مجالس الفتوى ومنابر الفكر ، ونعتهم الإعلام بالمفكرين المثقفين ؛ فصاروا مرجعاً للعلم والإفتاء ، فخلطوا الحق بالباطل ، والخطأ بالصواب ، فصدق قول المصطفى صلى الله عليه وسلم فيهم : ” إ ن الله لا يقبض العلم انتزاعاً ينتزعه من العباد ، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء ، حتى إذا لم يُبقِ عالماً، اتخذ الناس رؤوساً جهالاً ، فسئلوا ، فأفتوا بغير علم ، فضلوا وأضلوا “، فلا غرو والحالة هذه أن نرى في وسائل الإعلام من يتخبط بالقول منكراً أن يكون للمسلمين علاقة دينية بالمقدسات الفلسطينية، أو أن نسمع فتاوى تروِّج لها وسائل الإعلام المكتوبة تبيح ربا البنوك اليوم بحجة أنه ليس من ” الربا القرآني المحرم “، أو أن يخرج علينا فقيه عصري يحل أموال اليانصيب والمشاركة فيها تفويتاً لاستغلالها من قِبَلِ الكفار .

وكان من أولئك المفكرين من أعمل العقل في كل شيء ، وجعل النقل تابعاً لاستنباطات العقل ومداركه وما يراه عملياً في عصره وبيئته ، فقدموا عقولهم المحدودة على النقل ، وحكَّموها في قبول النصوص الصحيحة الصريحة وردها ، وظهرت المدرسة العقلية من جديد ولكنها عبر الذرائعية ، لتكثر المناقشات والمجادلات والمواقف العلمية الشاذة ، والشبهات العقلية المنحرفة ، والتأملات الفكرية المنكرة . ومن ذلك ما ذكر عن أحد المفكرين الذي ملأت سمعته الأصقاع أنه عندما خرج إلى رمي الجمار في منى فشاهد زحام الناس الشديد عليها وقف قريباً من خيمته وقال لمن معه : إن الله لم يكلف نفساً إلا وسعها ، وإن الغاية من الرمي تجسيد عداوة الإنسان للشيطان ، فتعالوا نرمي هنا ، فرمى حصى الجمرات بجوار خيمته ! . أو تسمع عن ذلك الإمام الإسلامي الكبير الذي أجاز لأتباعه في أمريكا الشمالية أن يؤدوا صلاة الجمعة يوم الأحد بدلاً من يوم الجمعة ، وذلك كي يتمكن المسلمون من الحضور واستماع الخطبة ؛ نظراً لارتباطهم بأعمالهم يوم الجمعة ‍!

ثانياً: اتباع الهوى : يقول المولى – عـز وجـل -: (واتـل عليهـم نبـأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين ولو شئنا لرفعناه بها ولكنه أخلد إلى الأرض واتبع هواه فمثله كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث ذلك مثل القوم الذين كذبوا بآياتنا فاقصص القصص لعلهم يتفكرون) .{الأعراف: 175، 176}

يقول سيد قطب – رحمه الله – في الظلال: ” والحياة البشرية ما تني تطلع علينا بهذا المثل في كل مكان وزمان ، وفي كل بيئة .. حتى إنه لتمر فترات كثيرة ، وما تكاد العين تقع على عالم إلا وهذا مَثَلُه ؛ فيما عدا الندرة النادرة ممن عصم الله ، ممن لا ينسلخون مـن آيات الله ، ولا يخلـدون إلى الأرض ، ولا يتبعون الهوى ، ولا يستزلهم الشيطان .. ولقد رأينا من هؤلاء من يكتب في تحريم الربا كله عاماً ، ثم يكتب في حله كذلك عاماً آخر . ورأينا من يبارك الفجور وإشاعة الفاحشة بين الناس، ويخلع على هذا الوحـل رداء الدين وشـاراته وعناوينه “.

وما ظهر الاتجاه الذرائعي في الفتوى والأحكام والمعاملات إلا من بعد أن ركن هؤلاء الدعاة إلى ما تميل إليه نفوسهم ، وترغبه وتهواه من أمور تسوِّغ لهم تصرفاتهم ، وتحقق لهم مصالحهم ، وتزكي لهم أعمالهم . وكانت مجالستهم واختلاطهم بالنفعيين المتزلفين وأصحاب الأهواء فتيلاً أجج نار الهوى لديهم؛ فاعتدُّوا بآرائهم واستحسنوها ووجدوا من أتباعهم من تروق له هذه الأفكار والأحكام والاتجاهات ومن باركوها وتتلمذوا عليها . وظهر من ينادي بأن ” الفتوى تتغير بتغير الزمان والمكان ” ويحتج بأن العلماء غيَّروا فتاواهم عندما تغيرت أماكنهم وأزمانهم ، كما كان من الإمام الشافعي ـ رحمه الله ـ عندما ذهب إلى مصر فصار يفتي بغير ما كان يفتي به في الشام حتى صار له مذهبان : أحدهما قديم ، والآخر جديد . وهكذا حتى وجدوا تخريجاً لكل ما تهوى أنفسهم من أفعال وأقوال .

ومن أكبر تبعات اتباع الهوى إضلال الآخرين وإبعادهم عن الطريق الحق ؛ فالهوى لا يقتصر خطره على صاحبه، بل كثيراً ما يتعداه إلى غيره من الناس ؛ فقد قال المولى – عز وجل -: (وإن كثيرا ليضلون بأهوائهم بغير علم ) {الأنعام: 119}؛ فعامة الجماهير لا تفرق بين الحق وقائله ، فتعرف الحق بالرجال ؛ فإن صدر ممن اشتهر بين العامة بالعلم أخذوا منه كل ما قال ، وإن اشتهر بعمل الخير سوَّغوا له كل ما عمل ، وقلدوه في كل أمر ، وهكذا حتى انتشر المذهب الذرائعي البراجماتي بين الناس بزلات أهل العلم والاختصاص واتباعهم لأهوائهم .

ثالثاً: اتساع الفجوة بين العلماء والمفكرين : لقد استيقظت الأمة الإسلامية من غفلتها وسباتها وقد سبقها الغرب إلى ركب الحضارة والتقدم والمعرفة ، فلم يكن لأبنائها بد من السعي الحثيث لاقتفاء أثر المعرفة الدينية والدنيوية في معاقل الغرب ومعاهدهم ، فنشأ جيل من المفكرين والمثقفين الذين تتلمذوا وتعلموا على أيدي الغرب ومناهجهم ، وكان منهم من يستهجن آراء بعض العلماء وفتاويهم وتصريحاتهم ومحاضراتهم ويكثر من العبارات المنتقصة لوعيهم وإحاطتهم بالواقع المعاصر ، وظهرت المصطلحات الساخرة ” كدعاة الجمود ” و” التحجر الفكري ” و ” غلق باب الاجتهاد ” . وفي المقابل فقد كان لانغلاق العلماء الشرعيين في حدود بيئتهم الضيقة سبب في اتساع هذه الفجوة ؛ فقد ترفع بعض هؤلاء العلماء عن مخالطة المفكرين والرد عليهم والاطلاع على آرائهم وكتبهم ، واكتفى بعضهم بالحكم على بعض أقوال المفكرين أحكاماً عامة لا تَشْفِي غليل الأجيال الناشئة التي كانت الضحية الأولى لهذه الفجوة .     ففي حين ظهر تيار شعبي رافض لجميع وسائل الحوار والرد والتصدي لمثل هذه الأفكار ومناقشتها بحجة الحكم مسبقاً على أصحابها بالضلالة، ظهر تيار آخر من تلك الأجيال الناشئة راقت له هذه الآراء وتبناها وعمل بها ودعا إليها ، دون تمحيص أو تقييم ؛ فزاد هذا التقسيمُ الفجوةَ اتساعاً يصعب الآن ترقيعه . رابعاً: التقصير في واجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر :

   إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هو القطب الأعظم في الدين، وهو المهمة التي بعث الله بها الرسل أجمعين . وبإقامته كما أمر الله – سبحانه وتعالى – استحقت هذه الأمة أن تكون خير أمة أخرجت للناس؛ حيث قال المولى – عز وجل -: كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله {آل عمران: 110} ؛ وإن من أشق ما تواجه الأمة اليوم هو الغبش والغموض في مدلول الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ومعناه الشامل الذي يقتضي ” استبانة سبيل المجرمين” وإظهار الحق ومناصرته ، ودحض الباطل وتعريته .

   وقد كان لاختلاط المسلمين بالمجتمعات الغربية أثر واضح في تمييع المفاهيم الإسلامية والتساهل في بعض الأحكام ، بل وردها أحياناً مجاراةً لتحقيق التعايش وتبادل المصالح وتقارب الأفكار . فلم يعد مستغرباً أن نستمع الآن إلى خطيب يستنكر على أصحاب العقول المتحجرة أنهم يصرحون بدخول النصارى النار ، محتجاً بأن القرآن امتدحهم وأن بعضهم قدّم للإنسانية أجمع أعمالاً جليلة في حين يرتكب بعض المسلمين جرماً وآثاماً تعجز عن حملها الجبال ولا يحكم عليه بدخول النار ! كما أنه لم يعد مستغرباً اعتراض بعض الكتاب على الحجاب الإسلامي ، واعتباره مسألة هامشية ينبغي ألا تعيق المرأة من مشاركتها في تنمية المجتمع والمساهمة في بنائه أسوة بمثيلاتها في الغرب . ومن ذلك أيضاً احتجاج بعضهم بالقاعدة الدعوية المعروفة ” نتعاون فيما اتفقنا عليه ، ويعذر بعضنا بعضاً فيما اختلفنا فيه ” ، فوسعوا هذه القاعدة حتى شملت إعذار من لا يشك في كفره وضلاله ، واختلط الأمر على بعض المسلمين الذين عاشوا بين ظهراني الغرب ، واعتادوا على التعاون معهم ، فاختلط عليهم معنى التعاون والمودة والإعذار ؛ فالتعاون مع الكفار لرد الشر والباطل بشتى أنواعه وطرقه أمر مجاله فسيح وبابه واسع؛ لكن مودتهم ومحبتهم لا تحل لمسلم لقول المولى ـ عز وجل ـ: { لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم أولئك كتب في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه ويدخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها رضي الله عنهم ورضوا عنه أولئك حزب الله ألا إن حزب الله هم المفلحون } (المجادلة: 22)؛ فالإنكار عليهم واجب ، وإعذارهم لا ينبغي ؛ فمحل الإعذار بين أهل السنة من المسلمين وليس مكانه بينهم وبين غيرهم .

وأخيراً فإن البراجماتية ستبقى مستشرية في جسد هذه الأمة ، ناخرة في عقول أبنائها إن لم يتصدَّ العالمون بحقيقتها وسبيلها بواجبهم في الإنكار على مروِّجيها وسالكي سبلها ، وبيان خطرها على تراث الأمة ودينها ؛ فقد قال صلى الله عليه وسلم : ( من رأى منكم منكراً فليغيره بيده ، فإن لم يستطع فبلسانه ، فإن لم يستطع فبقلبه ؛ وذلك أضعف الإيمان  ) وفي رواية أخرى لمسلم : ( وليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل )؛ وإذا كان هذا الخطاب للمسلمين عامة فإنه على العلماء العارفين أوجب . فالأحرى بمن ملك العلم منهم أن يخرج من العزلة المعنوية والمحلية الضيقة إلى العالمية الفسيحة والمعايشة الدائمة لمشكلات العالم الإسلامي المعاصرة ، وأن يتخذ من الأساليب الحديثة طرقاً للحوار والاتصال بالمفكرين ووسائل الإعلام .

كما أنه من الواجب على أصحاب الفكر والمثقفين الرجوع إلى فتاوى وآراء أهل العلم الشرعي ، والاستماع لهم ، ومناقشتهم ، وسد النقص الذي لديهم ، فإن حسن نواياهم وسلامة مآربهم وإخلاص أعمالهم لا تشفع لهم أخطاءهم واجتهاداتهم الفكرية الشاذة . والله أعلم .

أن يجنح الخيال بالشخص فيظن الشمس سراباً، أو القمر غباراً تجمع في أفق السماء، فقد يعذر في جنوحه وتخيله، أما…المزيد

إنّ المذاهب هي جمع لكلمة مذهب والذي يمكن التعبير عنه بأنّه: “ما يذهب إليه الشخص ويعتقده صوابًا، ويدين به سواء أكان ما يذهب إليه صوابًا في نفس الأمر أو كان خطأ”، والمذاهب متنوعة فمنها ما يكون مذهبًا دينيًّا، ومنها ما يكون مذهبًا غير ديني؛ أمّا عن المذاهب الفكرية فهي المذاهب المنسوبة إلى الفكر الإنساني؛ أي أنّها لم تستند إلى الوحي والاعتقادات الدينية السائدة، بل ربما قامت بعض المذاهب الفكرية لمحاربة الوحي والدين، فهي اعتقادات أشخاص وطوائف معيّنة قد تكون منسجمة مع الأديان، وقد تكون مناهضة لها، كما أنّه قد تُنسب إلى مؤسسيّها؛ كالفكر الماركسي، وقد تُنسب إلى اتجاه المذهب والحركة الفكرية، والبراغماتية هي إحدى أنواع المذاهب الفكرية، وسيّبيّن هذا المقال ما هي البراغماتية.[١]

يقتضي بيان مفهوم البراغماتية معرفة أصل اشتقاق هذه الكلمة، فهي اسم مشتق من الكلمة اليونانية براغما؛ وتعني “العمل”، أمّا عن مفهوم البراغماتية بشكل خاص فقد عرفّها ديوي بأنّها: “فلسفة معاكسة للفلسفة القديمة التي تبدأ بالتصورات، وبقدْر صدق هذه التصورات تكون النتائج، أمّا البراغماتية فهي تدع الواقع يفرض على البشر معنى الحقيقة، وليس هناك حقّ أو حقيقة ابتدائية تفرض نفسها على الواقع”.[٢]

فالبراغماتية هي تيّار فلسفي تمّ إنشاؤه على يد شارلز بيرس كما جاء في معجم بيتسر الفلسفي أمّا تطوير هذا التيار فكان على يد وليام جيمس، ويدعو هذا التيار إلى عدم التسليم بالحقائق المطلقة إلّا عن طريق التجربة العلمية، فالحقيقة في الفكر البراغماتي هي مجرد منهج تفكير والخير هو العمل الذي يصب في خدمة الإنسان والسلوك الذي بيّنت التجربة آثاره لإيجابية على الحياة، فالبراغماتية لا تؤمن بوجود ثوابت وحقائق مطلقة على مرّ العصور وإنّما تدعو إلى تغيير الثوابت إذا لم تثبت منفعتها وفائدتها العملية والماديّة.[٢]

لا تكتمل الإجابة عن سؤال ما هي البراغماتية، إلّا بمعرفة بعضًا من معتقدات وأفكار الفكر البراغماتي، فالبراغماتية تحمل أكثر من وصف وتسمية؛ ومنها المذهب العملي وفلسفة الذرائع، كما أنّ البعض يُفضّل تسمية البراغماتية بالعمَلانية؛ لأنّها فلسفة تهتم بالأثر العملي المتمثّل بمدى نجاعة العمل والفكر وفعاليته، فالبراغماتية تقوم على أنّ نجاح العمل هو المعيار الوحيد لأهمية المعرفة وصدق الحقيقة وأهمية الدين، وفيما يأتي بعضًا من معتقدات البراغماتية التي تنبثق وتتفرع عن مبدئها الرئيس:[٣]

ما معنى كلمة البراجماتية

جميع الحقوق محفوظة © سطور.كوم 2020

جميع الحقوق محفوظة © سطور.كوم 2020

البراجماتيّة، اسمٌ مشتقّ من اللفظ اليونانيّ “براغما” وتَعني الفعل أو العمل، حيث نشأت كجزء من تَمرّد ورد فعل مطلعَ القرن التاسع عشر على مفاهيم التنوير والعلوم الطبيعة والإنسانية والنظام الاجتماعي والأنظمة المثالية المغلقة، وسعت البراجماتية إلى التوفيق بين المثالية الفلسفيّة والواقعيّة في الوقت نفسه، تم تصوير الواقع على أنّه موجود فقط في التجربة البشرية والذاتية، ويمكن تقديمه في تصوّرات وأفكار، وبعد ذلك، قيلَ إنّ الواقع موجود في التجربة الإنسانية، وكاستجابةٍ وبديل لهذه التقاليد، تم تطوير البراجماتية كنظام فلسفي موحّد كمجموعة ذات صلة من الأفكار والمبادئ الأساسية التي يتم التعبير عنها كتطبيقات للفكر العملي. وتاليًا ذِكر تعريف الفلسفة البراجماتية، ونظريّاتها.[١]

تعريف الفلسفة البراجماتية نابعٌ من الفلسفية الأمريكية، حيث هيمنت في القرن العشرين مبادئ جدوى الأفكار والمقترحات وفائدتها وقابليتها للتطبيق العملي، واعتبارها معايير استحقاق ونجاح لتلك الأفكار، بمعنى أن نجاح العمل هو المعيار الوحيد للحقيقة، حيث إنّها تشدد على أولوية العمل على المعتقدات، والخبرة على المبادئ الثابتة، وتؤكد أن الأفكار تأخذ معانيها وحقائقها من نتائجها والتحقق منها، وبالتالي، فإن الأفكار هي في الأساس أدوات وخُطط عمل، فغالبًا ما يقال إن تحقيق النتائج شيء عملي، حيث إن الأهداف تسمى براجماتية، وغالبًا ما يتم وصف طبيعة أعمال السياسة الأمريكية بالبراجماتية لإعطائها طابع التّبرير، حيث إنّ السياسة مُبَررةَ بشكل عملي إذا كانت ناجحة وفي الفلسفة التعليمية كذلك، حيث إنّ الأفكار يتلقها الأطفال عن طريق العمل، وفي اللغويات، فإن البراجماتية تشير إلى الحقل الفرعي الذي يدرس علاقة مستخدم اللغة بالكلمات، ويعدّ تشارلز ساندرس بيرس مؤسّس الفلسفة البراجماتية وأول من ابتكر مفاهيمها وصاغ مبادئها، وأول من استخدم هذا اللفظ في الفلسفة الحديثة، حيث قام بنشره في مقال عام 1878 بإحدى المجلات العلميّة تحت عنوان: “كيف نوضّح أفكارنا”.[٢]

بعد بيان تعريف الفلسفة البراجماتية، يُلاحَظ أنّ البراجماتية غنيّة بالأطروحات الفلسفيّة التي تشتمل على بعض المواقف والموضوعات التي تم تفسيرها من قبل الفلاسفة الذين يعملون بنهج براجماتي من خلال النظريات الآتية:[٣]

نظرية التبرير صارمة، حيث ترفض الادعاء بأن المعرفة والإيمان تستندان في النهاية إلى أساس الاعتقاد الصحيح، ويرى أصحاب هذه النظرية أن التبرير هو مجرد وظيفة لتفسير المعتقدات، وتكون معتقدات مميزة في الطريقة التي تحافظ عليها النظريات المعرفية التأسيسية للتبرير.

ما معنى كلمة البراجماتية

عملية للوصول إلى الحقيقة؛ حيث إنّ الادعاء المعرفي بأن التأكيدات التي تنبّئ بحقيقة الشيئ لا تعزو إلى الحقيقة التي يمثلها هذا الشيء، بينما النظرية العملية البراجماتية هي الادعاء المعرفي بأن التأكيدات التي تنبّئ بحقيقة الشيء تعزو إلى إثبات حقيقة هذا الشيء وتكون سليمة الاعتقاد.

تعدّ الحجر الأساسي في تعريف الفلسفة البراجماتية، وهي وجهة نظر تعددية مفادها أن هناك أكثر من طريقة سليمة لتصور العالم ومحتواه، وماهي البراجماتية إلّا فلسفة لتُقدّم وجهة نظر فيها.

كمثال على تعريف الفلسفة البراجماتية، يُعرّف الفلاسفة وجهات النظر المؤثِّرة والعلمية المُعادِية للواقعيّة على أنها ينبغي أن تقيّم المفهوم أو النظرية العلمية وربطها بمدى فاعليّتها في شرح الظواهر والتنبّؤ بها، ومقارنتها بمدى دقة وصفها للواقع الموضوعي.

جميع الحقوق محفوظة © سطور.كوم 2020

جميع الحقوق محفوظة © سطور.كوم 2020

البراغماتية هي مذهب فلسفي قديم ما زال قائمًا حتى اليوم، مع إدخال بعض التطورات عليه كما في البراغماتية السياسية، والبراغماتية تعني النفعية والسعي وراء تحقيق الأهداف بدون النظر عن النهج المتبع، فالمهم هو تحقيق الغرض المراد، وهنا سنتعرف أكثر على البراغماتية.

تقوم البراغماتية على مبدأ النفعية والعملية فهي لا تعترف بالقيم والمبادئ أوحتي الأخلاق والثوابت، بل تقاس الأشياء في الفلسفة البراغماتية بمدى النفع الناتج عنها، فمقياسك لصحة حقيقة ما يكون عن طريق ما تقدمه لك من تحقيق لمصلحتك الخاصة ليس أكثر، لذلك يمكن أن نختصر فكرة البراغماتية في المنفعة قبل أي شئ، المنفعة التي يمكن أن يتم فعل أي شئ في سبيل الحصول عليها، كما أن الفلسفة البراغماتية تؤمن بأنه لا يوجد أي قيمة لأي فكرة لا يمكن تطبيقها على الواقع ليس هذا فحسب، بل يجب أن تكون الفكرة ذات جدوى وتطبيقها سينتج عنه نفعًا، ومن ثم فإن قيمة الفكرة تتحدد من خلال المنفعة التي تقدمها. وبذلك تكون البراجماتية ضد أي أفكار نظرية لا يمكن تطبيقها على الواقع وبالتالي لا تقدم أي خدمة للإنسان في حياته العملية، والبراغماتية أيضاً لا تعترف بالفكر القديم أوالأفكار الثابتة، فهي تري أن كل وقت له أفكاره المختلفة التي تساعد على تحقيق المنفعة الخاصة بهذا الوقت، وهذا أساس مذهب البراغماتيين.

استكشف هذه المقالة

مع الوقت وتدريجيًا تم تجريد البراغماتية من كونها مذهب فلسفي إلي العمل السياسي، وتغير المصطلح قليلاً حيث أصبح يعني الانتهازية، وتري البراغماتية السياسية أن العمل السياسي لا تحكمه الأخلاق أطلاقاً، بل تحكمه مصالح الدول لذلك فإن البراجماتية السياسية عند أي براغماتي سياسي هي مصلحة بلاده ومنفعته. والبراغماتية هي المنبع الذي تقوم عليه السياسات الحالية بين البلاد، كما أن الفلسفة البراغماتية تُكون النظرية البراغماتية التي تعكس الواقع الحالي لأن كل دولة تقوم على تحقيق أهدافها ومصالحها أينما كانت، مثال بسيط يمكن أن تعترف بعض الدول بإسرائيل وحق وجودها لمجرد أن لها مصالح مشتركة معها بغض النظر عن مدى أخلافية هذا الاعتراف من عدمه، فالمهم هو المنفعة والمصلحة المشتركة، والمهم هو الفعل والتنفيذ فكل التطبيقات النظرية والأقوال ما لها أي أهمية بدون تنفيذ فعلي لها.

ما معنى كلمة البراجماتية

كثيراً ما استمعنا لكلمة “براغماتي” أو”براجماتي” في التلفزيون أوعلى الإنترنت أوحتى قرأناها في كتاب، وقد يمكن أن تكون قد صادفت واستمعت إلي هذه الكلمة في حياتك اليومية، فما ما معنى البراغماتية ؟، الإجابة باختصار شديد هي أن البراغماتية تعني النفعية أوالعملية، وهذا يعني أن أي فعل يقوم به الفرد لا بد أن يقيس مدى النفع المترتب عليه جراء هذا الفعل، وإن لم يطابق الفعل منفعته أومصلحته الشخصية فلن يقوم به، لذلك فالمعنى المختصر لكلمة براغماتي هي نفعي، فأن تكون براغماتي يعني أنك إنسان لا يهتم بأي مبادئ أوقيم، وكل ما يقيس به الأشياء هو مصلحته ومدي النفع الذي سيعود عليه إن قام بذلك الفعل، فالمصلحة هي أساس تصرفاتهم حتى لو كانت على حساب المبادئ، ومبدأهم الرئيسي أن الغاية تبرر الوسيلة، وبالتأكيد أنك قد رأيت مثل هذه النوعية من البشر في حياتك اليومية. البراغماتي ليس لديه رؤية واضحة أوأهداف حياتية محددة بل هو ابن وقته يبحث عما يفيده هذه الساعة ويخدمه وبعد أن ينتهي يواصل رحلة البحث عن منفعة جديدة.

الفلسفة البراغماتية وعلم البراغماتية، عند ذكر مصطلح البراجماتية فإن ما يقصد غالبا هو المذهب النفعي الذي يقوم على مصلحة الأشياء كما أشرنا ولكن هناك مفهوم آخر يلتبس مع معنى البراغماتية وهو البراغماتية اللغوية pragmatics، pragmatism وكما نرى أن الكلمتين متشابهتين جدا مع بعضهما البعض في النطق والكتابة، لكن في الحقيقة لا توجد أي علاقة بين الكلمتين فالبراغماتية اللغوية هي مصطلح هام في اللغات بشكل عام، وهو الذي يحدد طريقة كلامك وغرضك منها، ومدي علاقتك بمن تحدثهم، فمثلا يمكن أن تقول أن “الفأر قد اصطيد من القطة” وقد تقول أن “القطة اصطادت الفأر”، لذلك فلكل جملة من الجملتين السابقتين لها دلالتها وغرضها في الحديث وهذا هوما يبحثه علم البراغماتية. مثال آخر: يمكن أن تقول”أنا ذاهب إلي هولندا”، متبوعة بجملة أخري وهي “أمي تسكن هناك”، ومن تلك الجملتين يمكن أن نستنتج أن أم المتحدث تعيش في هولندا، وهذا بالتحديد ما تدرسه البراغماتية اللغوية، أي المعنى الأبعد من الكلمات ومقاصدها.

كما سبق وذكرنا أن البراغماتية مذهب نفعي يضر أكثر مما ينفع، فهو قائم على الأنانية ومصالح الأفراد بشكل أساسي، بينما الإسلام عكس ذلك تمامًا فالإسلام يهتم بالمجتمع وبالجماعة، ولا ينظر إلى مصلحة الفرد وحده فقط، بل ينظر إلى مصلحة الفرد والجماعة معًا، ولا يأمر بشيء قد يضر أي منهما، وبذلك يتنافى الإسلام مع البراغماتية ولا يوجد أي اتفاق بينهما، ولكن إذا نظرنا في العصر الحالي فإننا نرى أن الإسلام السياسي، بمعنى أن بعض التيارات التي تتخذ من الدين شعاراً لها، قد ادخل البراجماتية مع الإسلام في الحكم السياسي الإسلامي عن طريق تحقيق ذاته وأغراضه، عن طريق وسائل لا تمثل الإسلام وآدابه وتقوم على مصالح دنيا تتنافى مع المبادئ الإسلامية والواقع الأخلاقي لتنفيذ سياسية غير أخلاقية، هدفها المصلحة في المقام الأول.

تطرقنا إلى البراغماتية وعرفنا إلي ماذا تشير، ولكن إذا أردنا التوسع في مع معرفة هذا المصطلح ومقارنته بغيره، فهناك مصطلح آخر مشابه نوعاً ما في المعنى مع البراجماتية ألا وهو الميكافيلية، وخاصة في الوسط السياسي؟، فماذا يعني هذا المصطلح وفيما يتشابه مع الميكافيلية؟

الميكافيلية تعني انتفاء وجود مبادئ يقوم عليها الواقع السياسي، بل هي مرهونه بالواقع والمصلحة أيضًا، فتقوم فكرة الميكافيلية على أن الغاية تبرر الوسيلة، فأيًا كان هدفك فإن الوسيلة التي يمكنك أن تحصل بها على هذا الهدف مشروعة دائمًا بغض النظر عن منافثتها للدين أوالواقع، فكل شيء مشروع طالما يحقق لك هدفك. ومن أشهر مبادئ ميكافيلي الكاتب والدبلوماسي صاحب ومؤسس فكرة الميكافيلية هي أن الأديان ليست سبل لنشر الفضيلة أوتعميم السلام،بل نقوم نحن لنجعلها وسيلة لتحقيق الأهداف والمطامع، عمل الأمير يجب أن يقوم على الواقع وما يتطلبه ولا يقوم على أي مبادئ أخلاقية أودينية وبذلك تشترك الميكافيلية مع البراجماتية في جعل الإنسان شرير بطبعه ويعمل وفق مصلحته ومنفعته فقط، وبالطبع كل هذه الفلسفات شريرة. وسيئة وتتنافي مع فكرة أن الإنسان خير بطبعه.

وهكذا نكون قد أوضحنا فكرة البراجماتية ومدى مطابقتها لبعض الأفكار الفلسفية الأخرى مثل الميكافيلية وما مدى تشابهه مع البراجماتية اللغوية وعرفنا أن البراجماتية مذهب نفعي لا ينفع لنا ولا يجب أن نستعمله في تفكيرنا اليومي، لأننا نتعامل حقيقة بما يتوافق مع أخلاقنا وديننا، وأنت اذكر لنا بعض المدارس الفلسفية الأخرى التي تعرفونها وترونها مشابهة لهذه الفلسفة.

قارئة نهمة محبة للأدب وشغوفة بالكتابة والتدوين، أرغب في إثراء المحتوي العربي على الإنترنت للأفضل.

تعليق

الاسم *

البريد الإلكتروني *

يرجى إدخال الإجابة بالأرقام:

البراغماتية و الدوغماتية كلمتان ترددتا على مسامعي بمعانٍ سلبية أحيانا ًً ويحصل أن تأتي كلمة براغماتية في سياق إيجابي.

براغمـاتية

من أكثر الكلمات الشائعة ، والتي لا يعرف الكثيرون معناها ، رغم انها متداولة جداً في نقاشات الناس الذين يميلون للتعقيد الإصطلاحي ..

براغمـاتية – بإختصار – تعني : نفعيــة .. المصلحــة اولاً ..

فلان براغمـاتي ، يعني فلان ( مصلحجي ) إن جاز التعبير .. يقدم المصالح على أي شيء أخلاقي أو إنسـاني ..

ما معنى كلمة البراجماتية

العلاقات بين الدول ( براغمـاتية ) يعني قائمة على المصلحة المتبادلة ، وليس على الحب او الإنحيـاز ..

براغمـاتي = نفعي .. مصلحجي ..

======

دوغمـائيّـــة :

تعود الى كلمة يونانية معنـاها ( الرأي الأوحد ) ..

الدوغمائية هو التعصب الكامل لفكرة بشكل مُطلق ، حتى لو لم يكن هناك أي دليل عليها .. فقط الإصرار على صحتها ، والتمسك بها ، ورفض أي أفكـار أخرى ، ومعاداتها حتى النخاع ..

عندما تسمع كلمة ( Dogma ) فالمقصود بها ( التقوقع على النفس ) .. انت تكون شخصاً دوغمـائياً ، معناه ان تكون متقوقعاً على نفسك وأفكـار ومجتمعك الذي يتشارك معك هذه الأفكار ، وترفض أي أفكـار أخرى وتعاديها ، دون حتى أن تفهمها ..

على الرغم ان مصطلح ( الدوغمائية ) ارتبط بشكل ما مع التشدد الديني ، إلا أنه لا يقتصر فقط على التصورات الدينية .. هناك دوغمـائيات سياسية واجتماعية واقتصادية وثقافيـة لها أمثلة عديدة في التاريخ ..

تذكـّر : شخص دوغمائي = شخص منغلق على أفكـاره / عاداته / ثقافته / مجتمعه ، أياً كانت

=====

يمكنك مراجعة سلسلة من المصطلحات المعقّدة التي وضعناها هنا .. ستجد بقية الرابط داخلياً في هذا الرابط :

تبسيط لمجموعة من المصطلحات المعقدة – 1 – حسوب I/O io.hsoub.com/ELI5/48696
بعض المصطلحات المعقدة عندما تبحث عنها ، وتحاول أن تفهمها تشعر بإرهاق وملل حقيقي ، بل

بعض المصطلحات المعقدة عندما تبحث عنها ، وتحاول أن تفهمها تشعر بإرهاق وملل حقيقي ، بل

شكراً على التوضيح

وسوف أراجع السلسلة بكل تأكيد

الدوغماتية: اتباع إديولوجية ما والتشدد أنها حقيقة مطلقة، مثلا كاشتراكي/رأسمالي الإيمان أن الإشتراكية/الرأسمالية جيدة في جميع أنواع الحياة حتى لو تبث أنها ليست كذلك في عدة مجالات، والسعي لتبطبيقها حتى في المجال الذي واضح أنها لم تنجح فيه. غالبا لا يستعمل إلا في سياقات سلبية.

البراغماتية: اتباع ما يعمل حقا ويعطي نتائج وعدم الإكثرات للإديولوجيا وهو مصطلح شائع في أمريكا أكثر، يستعمل في سياقات إجابية كأن يقول سياسي أنا براغماتي ليطمئن الشعب أنه لن يتبع إديولوجية يعتقد العموم أنه متأثر بها، وتكون سلبية كأن نقول نحن العرب أن الأمريكيين براغماتيين أي سيفعلون ما في مصلحتهم فقط وقد يقصد في السياق حتى لو نهبوا أو احتلوا أراضينا.

هل سيفهمها طفل من الخامسة من عمره بهذا الشكل عزيزي !؟

أنت من فهمت إسم المجتمع وكأنك في الخامسة…

المجتمع مقتبس من “Explain Like I’m Five” من Reddit، والمجتمع هناك لا يشرح على شكل “وكو، وكو، البراغماتية مثل أخوك عصام لا يشاركك حلواه، الدوغمائية مثل ابن عمك أحمد لا شكاركك ألعابه لأن أمه تقول له لا تفعل ذلك. تريد حليب؟”. طبعا لا…

وأيضا المصطلحين سياسيين وقد فسرتهما بطريقة مباشرة وسيفهمها أي شخص عدى لو كان مصاب برصاصة في الدماغ.

انت من فهمت اسم المجتمع وكأنك في الخامسة

انا فهمت من العنوان اشرحها وكاني في الخامسة انه يجب ان تشرحها بطريقة سهلة يسيرة بحيث يمكن لأي طفل في الخامسة من عمره ان يفهمها ..

اذا لم يكن هذا هو المفهوم من اسم المجتمع ، فما هو اذن !؟

ايضا فكرة ومصدر هذا المجتمع لا تفيد معرفتها ، ولا تفيد حتى كيف يتعامل الاخرون فيه ..

نحن نتحدث عن هذا المجتمع الذي نكتب فيه واي شخص كيف كان عقله ، سيرى اشرحها وكاني في الخامسة سيفهم انه يجب ان تشرحها له وكانه في الخامسة !

هل من تفسير !

شكراً على التوضيح

إذاً البراغماتية مصطلح مرادف للميكافيللية حسب رأيك ؟

ليس لتلك الدرجة.

البراغماتية مصطلح سياسي بحث، أقرب مصطلح له برأيي هو العملية (فعل ما هو عملي)، استعمل كثيرا في القرن الماضي ليقول السياسيون الأمريكيون أنهم ليسوا لا ليبلاريين ولا محافظين (في الغالب للتهرب من شبهة الإديولوجية والحصول على الأصوات من الجهتين)، باختصار لو قلت “أنا براغماتي” فأنا أقول سنفعل ما في مصلحتنا وكفى.

في السياسة الأمريكية الشائع هو أن يكون السياسي دوغماتيا أو هكذا يبدو على الأقل، في السياسة العربية الكل براغراتي عدا البعض، مثلا يمكن القول أن الإخوان المسلمين دوغماتيين والدوغما التي يتبعون هي الإسلام.

البراغماتية اعتقد انها هي النفعية ، مثلا حينما اقول لك انت شخص براغماتي ، اخبرك انك شخص نفعي تريد ان تستفيد مني وتجري لمصلحتك فقط ، الاصدقاء البراغماتيون ، اصدقاء المصالح

لا نريد مصطلحات فخمة، أو معاني معقدة، كل ما نريده هو أن نفهم الأمر في أبسط أشكاله، إذا كنت ستشرح لنا مفهومًا ما أو ستُجيب على أسئلتنا فقط تخيل أنك تشرح الموضوع لطفل في الخامسة من عمره.

هناك مجموعةٌ من المذاهب الفلسفية المختلفة، يعبر كل مذهبٍ على حدة عن أفكارٍ ومعتقداتٍ واتجاهاتٍ معينة خاصّة به. موضوعنا اليوم عن أحد أهم المذاهب الفلسفية الشهيرة ألا وهو البراغماتية؛ فما هو تعريف البراغماتية وما هي فلسفتها؟

تتضمن البراغماتية (Pragmatism) عدّة تعاريفَ، ومن أهم تعاريفها التي نجدُها في قاموس كولينز الإنجليزي هي كما يلي:

نشأت الفلسفة البراغماتية في الولايات المتحدة خلال الربع الأخير من القرن التاسع عشر، تفضل أولوية العمل على المراقبة وأولوية التجربة على المبادئ والأفكار النظرية، وتضمّ أولئك الذين يعتقدون أنّ صحة مسألةٍ ما أو مذهبٍ معينٍ يعتمد على إمكانية تطبيقه عمليًّا، وأنّ الأفكار غير العملية مرفوضةٌ بالنسبةِ إليهم.

لقد أثرت البراغماتية بشكلٍ كبيرٍ ليس على الفلاسفة فحسب بل أيضًا على مجالاتٍ أخرى كالقانون والسياسة وعلم الاجتماع وعلم النفس والنقد الأدبي، كما ارتبطت ارتباطًا وثيقًا بالعلوم الطبيعية والاجتماعية الحديثة.§.

إنّ من أبرز وأهم الفلاسفة البراغماتيين الذين عملوا على تطور الفلسفة البراغماتية وتأثروا بها بشدةٍ هم:

ما معنى كلمة البراجماتية

هناك بعض المبادئ والمعتقدات التي تؤمن بها الفلسفة البراغماتية، أهمها:

إنّ العالم الذي نعرفه من خلال التجربة الشخصية هو عالمٌ دائم التغير والتحول، أي أنه خالٍ تمامًا من الدوام والثبات المطلق، وتشكل الحوادث غير المتوقعة أو الصدف جزءًا لا يتجزأ من الحياة. أي أنّ العمليات الاجتماعية والسلوكية وحتى القوانين الطبيعية هي مجرد احتمالاتٍ، وليست حقيقةً مُطلقةً لا تحتمل أي استثناءاتٍ أو تغيّراتٍ مفاجئةٍ.

لذلك يعتقد البراغماتيون أنّ الحقائق ليست موجودةً لاكتشافها فقط، وإنما يصنعها النشاط البشري الذي يُمكن أن يكون ذا آثارٍ كبيرةٍ ليس فقط على العالم الاجتماعي بل أيضًا على البيئة الطبيعية. كما تُشجع فكرة العالم المنفتح والمتغير على حرية الإنسان في العمل الإيجابي في هذا العالم، وبذلك نجد البراغماتية تدعم فكرة أنّ الفلسفة لا ينبغي أن تكون عبارة عن نظرياتٍ ومفاهيمَ مجردةٍ بل أيضًا يعدّ التطبيق العملي ضروريًّا وأساسيًّا.

بالنسبة للبراغماتية، نحن نسعى إلى المعرفة أولًا ليس من أجل الوصول إلى أهدافٍ عقلانيةٍ، وإنما بهدف اتخاذ قراراتٍ وإجراءاتٍ أكثر فاعليةً لتحقيق أهدافنا في الحياة، ومن هنا تقول البراغماتية أنّ تلبية احتياجاتنا تعتبر ضروريةً وأساسيةً أكثر من مفاهيم الحقيقة والمعرفة.§.

بالإضافة إلى مجموعةٍ من المبادئ الأخرى مثل:

‘أراجيك مجتمع‘.. مُلتقى ومساحة تفاعلية لنشر وتبادل الأفكار والمعرفة بموضوعية وبدون تحّيز.

ما معنى كلمة البراجماتية
ما معنى كلمة البراجماتية
0

دیدگاهتان را بنویسید

نشانی ایمیل شما منتشر نخواهد شد. بخش‌های موردنیاز علامت‌گذاری شده‌اند *