معنى كلمة مسخرات

خواص دارویی و گیاهی

معنى كلمة مسخرات
معنى كلمة مسخرات

Copy Right By 2016 – 1395


جذر [سخر]

سَخِر منه هذه هي اللُّغَة الفَصِيحَة وبها وَرَدَ القرآن . قال الله تعالى . ” فيَسْخَرُونِ مِنْهُم سَخِرَ الله مِنْهُم ” وقال : ” إنْ تَسْخَرُوا مِنَّا فإنَّا نَسْخَرُ مِنْكُم ” وقال بعضهم : لو سَخِرْتُ من راضِع لخَشِيتُ أَن يَجْوزَ بي فِعْلُه . وقال الجَوْهَرِيّ : حكَى أَبو زَيْد . سَخِرْت به وهو أَردَأُ اللُّغَتَيْن ونقلَ الأزهريّ عن الفَرّاءُ : يقال : سَخِرْت منه ولا يقال : سَخِرْت به وكأَنَّ المصنِّفَ تَبِعَ الأخفَشَ فإنه أجازَهما قال : سَخِرْت منه وسَخِرْت به كلاهما كفَرِح – وكذلك ضَحِكْت منه وضَحِكْت به وهَزِئْت منه وهَزِئْت به كُلٌّ يقال . ونَقَل شيخُنَا عن النَّوَوِىّ : الأفصحُ الأشْهَرُ : سَخِرَ منه وإنما جاءَ سَخِرَ به لتَضَمُّنه معنَى هَزِيءَ – سَخْراً بفتح فسكون وسَخَراً محرَّكةً وسُخْرَةً بالضَّمّ ومَسْخَراً بالفتح وسُخْراً بضم فسكون وسُخُراً بضَمَّتَيْن : هَزِىءَ به ويُرْوَى بَيتُ أعْشَى باهِلَةَ بالوَجْهَيْن :

إنِّي أَتَتْنِى لِسَانٌ لا أُسَرُّ بها … من عَلْوَ لا عَجَبٌ منها ولا سُخُرُبضَمَّتَيْن وبالتَّحْرِيك كاستَسْخَر وفي الكِتَاب العَزِيز ” وإِذَا رَأَوْا آيَةً يَسْتَسْخِرُون ” قال ابن الرُّمَّانَّيّ : يَدعُو بعضُهم بعضاً إِلى أَن يَسْخَر كَيسْخَرون كعَلاَ قِرْنَهُ واستَعْلاه . قال غيره : كما تقول : عَجِبَ وتَعجَّبَ واستَعْجَبَ بِمَعْنىً واحدٍ . والاسمُ السُّخْرِيَةُ والسُّخْرِيُّ بالضَّمّ ويُكْسَرُ . قال الأَزْهَرِيّ : وقد يكون نَعْتاً كقَوْلِك : هم لك سُخْرِيّ وسُخْرِيّةٌ . مَنْ ذَكَّرَ قال : سُخْرِيّاً ومن أَنَّثَ قال : سُخْرِيَّة وقُرِئ بالضَّمّ والكَسْر قوله تعالى ” لِيَتَّخِذَ بعضُهُم بَعْضاً سُخْرِياً ” وسَخَرَه كمَنَعَه يَسْخَره سُخْرِيّاً بالكَسْرِ ويُضَمّ وسَخَّره تَسْخِيراً : كَلَّفَه مالا يُرِيد وقَهَرَه وكُلُّ مَقْهُورٍ مُدَبَّرٍ لا يَملِكُ لِنَفْسِهِ ما يُخَلِّصه من القَهْرِ فذلك مُسَخَّر قال اللّه تعالى ” وسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ والْقَمَرَ ” أَي ذَلَّلهما ” والنُّجومُ مُسخَّراتٌ بأّمْرِه ” قال الأَزْهَرِيّ : جارياتٌ مَجَارِيَهُنَّ . وهو سُخْرَةٌ لِي وسُخْرِيٌّ وسِخْرِيٌّ بالضَّمّ والكَسْر وقيل : السُّخْرِيّ بالضَّمّ : من التَّسْخِير : والسِّخْرِيّ بالكَسْر من الهُزْءِ وقد يقال في الهُزْءِ سُخْرِيّ وسِخْرِيّ وأَمّا من السُّخْرَة فواحِده مَضْمُوم وقوله تعالى ” فاتَّخَذْتُمُوهم سِخْرِيّاً ” بِالوَجْهَيْن والضَّمّ أَجْوَدُ . ورجُلٌ سُخَرَةٌ وضُحَكَةٌ كهُمَزَةٍ يَسْخَر بالنّاس . وفي التهذيب : يَسْخَرُ من النَّاس . وكبُسْرَةٍ : مَنْ يُسْخَر مِنْه . والسُّخْرَة أَيضاً : مَنْ يُسَخَّر في الأَعْمال ويَتَسَخَّر كُلَّ مَنْ قَهَرَه وذَلَّله من دابَّة أَو خادِمٍ بلا أَجْرٍ ولا ثَمَنٍ . ومن المَجَاز سَخَرَت السَّفِينَةُ كمَنَعَ : أطاعَت وجَرَتْ وطَابَ لها الرِّيُح والسَّيْرُ واللّه سَخَّرَها تَسْخِيرا والتَّسْخِيرُ : التَّذليل وسُفُنٌ سَواخِرُ مَوَاخِرُ من ذلك . وكُلُّ ما ذَلَّ وانْقادَ أَو تَهَيَّأَ لَك على ما تُرِيد فقد سُخِّرَ لك . وقوله تعالى : ” إِنْ تَسْخَرُوا مِنَّا فإِنَّا نَسْخَرُ مِنْكُم كَمَا تَسْخَرُون ” أَي إِن تَسْتَجْهِلُونَا أَي تَحمِلُونا على الجَهْل على سَبِيلِ الهُزْءِ فإِنّا نَسْتَجْهِلُكم كما تَسْتَجهِلُونَنَا وإِنما فَسَّرَه بالاستجهال هَرَباً من إِطلاق الاسْتِهْزَاءِ عليه تَعالَى شَأْنُه مع أَنه واردٌ على سَبِيل المُشاكَلة في آيات كَثِيرة غيرِهَا . وفي الحَدِيث أَيضاً ” أَتَسْخَرُ بي وأَنَا المَلِك ” قالُوا : أَي أَتَسْتَهزِئ بِي ؛ وقالوا : هو مَجَازٌ ومعناه أَتَضَعُني فيما لا أَراه من حَقِّي فكَأَنَّها صُورَة السُّخْرِيَة فتأَمَّلْ . وسُخَّرٌ كسُكَّرٍ : بَقْلَةٌ بخُرَاسَانَ ولم يَزِد الصَّاغَانِيّ على قوله : بَقْلَةٌ . وقال أَبو حَنِيفَةَ : هي السَّيْكَرَانُ . وسَخَّرَه تَسْخِيراً : ذَلَّله وكَلَّفَه ما لاَ يُرِيدُ وقَهَرَه عَمَلاً بلا أُجْرَةٍ ولا ثَمَن خادِماً أو دَابَّةً كتَسَخَّرَه يقال : تَسخَّرْتُ دابَّةً لفُلان أَي رَكِبْتها بغَير أَجْرٍ . ويقال : هو مَسْخَرَةٌ مَن المَسَاخِر . وتقول : رُبَّ مَسَاخِرَ يَعْدُّهَا النَّاسُ مفاخِرَ . وأَمَّا ما جَاءَ في الحَدِيث : ” أَنا أَقُولُ كذا ولا أَسْخَرُ ” أَي لا أَقول إلا مَا هُو حَقٌّ وتقديره : ولا أَسخَرُ منه . وعليه قَولُ الراعي :

تَغَيَّر قَوْمِي ولا أَسْخَرُ … ومَا حُمَّ مِن قَدَرٍ يُقْدَرُ أَي لا أَسْخَرُ منهم . وسُخْرُورُ بنُ مالِكٍ الحَضْرَمِيّ بالضَّمّ له صُحْبَةٌ شَهِدَ فَتْحَ مِصْر ذكره ابنُ يُونُس

معنى كلمة مسخرات


* تلويحات. (لوح) زيادات وشروح وتعليقات في حاشية الكتاب.

+ المزيد

* تلويحات. (لوح) زيادات وشروح وتعليقات في حاشية الكتاب.

+ المزيد


1


2


3


4


5

2012-2021 جميع الحقوق محفوظة لموقع معاجم – يمكن الاقتباس الفردي بشرط ذكر المصدر و وضع رابط اليه


Back to top


جذر [سخر]

* تلويحات. (لوح) زيادات وشروح وتعليقات في حاشية الكتاب.

+ المزيد

* تلويحات. (لوح) زيادات وشروح وتعليقات في حاشية الكتاب.

+ المزيد

معنى كلمة مسخرات


1


2


3


4


5

2012-2021 جميع الحقوق محفوظة لموقع معاجم – يمكن الاقتباس الفردي بشرط ذكر المصدر و وضع رابط اليه


Back to top

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ أَتَىٰ أَمْرُ اللَّهِ فَلَا تَسْتَعْجِلُوهُ ۚ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ

1 النحل *أضغط هنا لعرض كامل السورة

تفسير بن كثير

{ أتى} يخبر تعالى عن اقتراب الساعة ودنوها، معبّرا بصيغة الماضي الدال على التحقق والوقوع لا محالة، كقوله: { اقترب للناس حسابهم وهم في غفلة معرضون} ، وقال: { اقتربت الساعة وانشق القمر} ، وقوله: { فلا تستعجلوه} أي قرب ما تباعد فلا تستعجلوه، والضمير يعود على العذاب، كقوله تعالى: { ويستعجلونك بالعذاب ولولا أجل مسمى لجاءهم العذاب وليأتينهم بغتة وهم لا يشعرون} ، فإنهم استعجلوا العذاب قبل كونه استبعادا وتكذيبا، ثم إنه تعالى نزه نفسه عن شركهم به غيره، وعبادتهم معه ما سواه من الأوثان والأنداد، تعالى وتقدس علوا كبيرا، وهؤلاء هم المكذبون بالساعة “”في اللباب: أخرج ابن مردويه: لما نزلت { أتى أمر الله} وغمر أصحاب رسول اللّه حتى نزلت { فلا تستعجلوه} فسكتوا – وأخرج عبد اللّه بن الإمام أحمد: لما نزلت { أتى أمر اللّه} قاموا، فنزلت: { فلا تستعجلوه} “”، فقال: { سبحانه وتعالى عما يشركون} .

تفسير الجلالين

معنى كلمة مسخرات

لما استبطأ المشركون العذاب نزل: { أتى أمر الله } أي الساعة، وأتى بصيغة الماضي لتحقق وقوعه أي قرب { فلا تستعجلوه } تطلبوه قبل حينه فإنه واقع لا محالة { سبحانه } تنزيهاً له { وتعالى عما يشركون } به غيره .

تفسير الطبري

الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى { أَتَى أَمْر اللَّه فَلَا تَسْتَعْجِلُوهُ سُبْحَانه وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ } يَقُول تَعَالَى ذِكْره : أَتَى أَمْر اللَّه فَقَرُبَ مِنْكُمْ أَيّهَا النَّاس وَدَنَا , فَلَا تَسْتَعْجِلُوا وُقُوعه . ثُمَّ اِخْتَلَفَ أَهْل التَّأْوِيل فِي الْأَمْر الَّذِي أَعْلَمَ اللَّه عِبَاده مَجِيئَهُ وَقُرْبه مِنْهُمْ مَا هُوَ , وَأَيّ شَيْء هُوَ ؟ فَقَالَ بَعْضهمْ : هُوَ فَرَائِضه وَأَحْكَامه . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 16195 – حَدَّثَنَا اِبْن حُمَيْد , قَالَ : ثنا اِبْن الْمُبَارَك , عَنْ جُوَيْبِر , عَنْ الضَّحَّاك , فِي قَوْله : { أَتَى أَمْر اللَّه فَلَا تَسْتَعْجِلُوهُ } قَالَ : الْأَحْكَام وَالْحُدُود وَالْفَرَائِض . وَقَالَ آخَرُونَ : بَلْ ذَلِكَ وَعِيد مِنْ اللَّه لِأَهْلِ الشِّرْك بِهِ , أَخْبَرَهُمْ أَنَّ السَّاعَة قَدْ قَرُبَتْ وَأَنَّ عَذَابهمْ قَدْ حَضَرَ أَجَله فَدَنَا . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 16196 – حَدَّثَنَا الْقَاسِم , قَالَ : ثني حَجَّاج , عَنْ اِبْن جُرَيْج , قَالَ : لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَة , يَعْنِي : { أَتَى أَمْر اللَّه فَلَا تَسْتَعْجِلُوهُ } قَالَ رِجَال مِنْ الْمُنَافِقِينَ بَعْضهمْ لِبَعْضٍ : إِنَّ هَذَا يَزْعُم أَنَّ أَمْر اللَّه أَتَى , فَأَمْسِكُوا عَنْ بَعْض مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ حَتَّى تَنْظُرُوا مَا هُوَ كَائِن ! فَلَمَّا رَأَوْا أَنَّهُ لَا يَنْزِل شَيْء , قَالُوا : مَا نَرَاهُ نَزَلَ شَيْء ; فَنَزَلَتْ : { اِقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابهمْ وَهُمْ فِي غَفْلَة مُعْرِضُونَ } 21 1 فَقَالُوا : إِنَّ هَذَا يَزْعُم مِثْلهَا أَيْضًا . فَلَمَّا رَأَوْا أَنَّهُ لَا يَنْزِل شَيْء , قَالُوا : مَا نَرَاهُ نَزَلَ شَيْء ; فَنَزَلَتْ : { وَلَئِنْ أَخَّرْنَا عَنْهُمْ الْعَذَاب إِلَى أُمَّة مَعْدُودَة لَيَقُولُنَّ مَا يَحْبِسهُ أَلَا يَوْم يَأْتِيهِمْ لَيْسَ مَصْرُوفًا عَنْهُمْ وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ } 11 8 16197 – حَدَّثَنَا أَبُو هِشَام الرِّفَاعِيّ , قَالَ : ثنا يَحْيَى بْن يَمَان , قَالَ : ثنا سُفْيَان , عَنْ إِسْمَاعِيل , عَنْ أَبَى بَكْر بْن حَفْص , قَالَ : لَمَّا نَزَلَتْ : { أَتَى أَمْر اللَّه } رَفَعُوا رُءُوسهمْ , فَنَزَلَتْ : { فَلَا تَسْتَعْجِلُوهُ } 16198 – حَدَّثَنَا اِبْن حُمَيْد , قَالَ : ثنا يَحْيَى بْن وَاضِح , قَالَ : ثنا أَبُو بَكْر بْن شُعَيْب , قَالَ : سَمِعْت أَبَا صَادِق يَقْرَأ : ” يَا عِبَادِي أَتَى أَمْر اللَّه فَلَا تَسْتَعْجِلُوهُ ” . وَأَوْلَى الْقَوْلَيْنِ فِي ذَلِكَ عِنْدِي بِالصَّوَابِ , قَوْل مَنْ قَالَ : هُوَ تَهْدِيد مِنْ أَهْل الْكُفْر بِهِ وَبِرَسُولِهِ , وَإِعْلَام مِنْهُ لَهُمْ قُرْب الْعَذَاب مِنْهُمْ وَالْهَلَاك ; وَذَلِكَ أَنَّهُ عَقَّبَ ذَلِكَ بِقَوْلِهِ سُبْحَانه وَتَعَالَى : { عَمَّا يُشْرِكُونَ } فَدَلَّ بِذَلِكَ عَلَى تَقْرِيعه الْمُشْرِكِينَ وَوَعِيده لَهُمْ . وَبَعْد , فَإِنَّهُ لَمْ يَبْلُغنَا أَنَّ أَحَدًا مِنْ أَصْحَاب رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اِسْتَعْجَلَ فَرَائِض قَبْل أَنْ تُفْرَض عَلَيْهِمْ فَيُقَال لَهُمْ مِنْ أَجْل ذَلِكَ : قَدْ جَاءَتْكُمْ فَرَائِض اللَّه فَلَا تَسْتَعْجِلُوهَا . وَأَمَّا مُسْتَعْجِلُو الْعَذَاب مِنْ الْمُشْرِكِينَ , فَقَدْ كَانُوا كَثِيرًا . وَقَوْله سُبْحَانه وَتَعَالَى : { عَمَّا يُشْرِكُونَ } يَقُول تَعَالَى ذِكْره : تَنْزِيهًا لِلَّهِ وَعُلُوًّا لَهُ عَنْ الشِّرْك الَّذِي كَانَتْ قُرَيْش وَمَنْ كَانَ مِنْ الْعَرَب عَلَى مِثْل مَا هُمْ عَلَيْهِ يَدِين بِهِ . وَاخْتَلَفَتْ الْقُرَّاء فِي قِرَاءَة قَوْله تَعَالَى : { عَمَّا يُشْرِكُونَ } فَقَرَأَ ذَلِكَ أَهْل الْمَدِينَة وَبَعْض الْبَصْرِيِّينَ وَالْكُوفِيِّينَ : { عَمَّا يُشْرِكُونَ } بِالْيَاءِ عَلَى الْخَبَر عَنْ أَهْل الْكُفْر بِاَللَّهِ وَتَوْجِيه لِلْخِطَابِ بِالِاسْتِعْجَالِ إِلَى أَصْحَاب رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وَكَذَلِكَ قَرَءُوا الثَّانِيَة بِالْيَاءِ . وَقَرَأَ ذَلِكَ عَامَّة قُرَّاء الْكُوفَة بِالتَّاءِ عَلَى تَوْجِيه الْخِطَاب بِقَوْلِهِ : { فَلَا تَسْتَعْجِلُوهُ } إِلَى أَصْحَاب رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وَبِقَوْلِهِ تَعَالَى : ” عَمَّا يُشْرِكُونَ ” إِلَى الْمُشْرِكِينَ . وَالْقِرَاءَة بِالتَّاءِ فِي الْحَرْفَيْنِ جَمِيعًا عَلَى وَجْه الْخِطَاب لِلْمُشْرِكِينَ أَوْلَى بِالصَّوَابِ لِمَا بَيَّنْت مِنْ التَّأْوِيل أَنَّ ذَلِكَ إِنَّمَا هُوَ وَعِيد مِنْ اللَّه لِلْمُشْرِكِينَ ; اِبْتَدَأَ أَوَّل الْآيَة بِتَهْدِيدِهِمْ وَخَتَمَ آخِرهَا بِنَكِيرِ فِعْلهمْ وَاسْتِعْظَام كُفْرهمْ عَلَى وَجْه الْخِطَاب لَهُمْ . الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى { أَتَى أَمْر اللَّه فَلَا تَسْتَعْجِلُوهُ سُبْحَانه وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ } يَقُول تَعَالَى ذِكْره : أَتَى أَمْر اللَّه فَقَرُبَ مِنْكُمْ أَيّهَا النَّاس وَدَنَا , فَلَا تَسْتَعْجِلُوا وُقُوعه . ثُمَّ اِخْتَلَفَ أَهْل التَّأْوِيل فِي الْأَمْر الَّذِي أَعْلَمَ اللَّه عِبَاده مَجِيئَهُ وَقُرْبه مِنْهُمْ مَا هُوَ , وَأَيّ شَيْء هُوَ ؟ فَقَالَ بَعْضهمْ : هُوَ فَرَائِضه وَأَحْكَامه . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 16195 – حَدَّثَنَا اِبْن حُمَيْد , قَالَ : ثنا اِبْن الْمُبَارَك , عَنْ جُوَيْبِر , عَنْ الضَّحَّاك , فِي قَوْله : { أَتَى أَمْر اللَّه فَلَا تَسْتَعْجِلُوهُ } قَالَ : الْأَحْكَام وَالْحُدُود وَالْفَرَائِض . وَقَالَ آخَرُونَ : بَلْ ذَلِكَ وَعِيد مِنْ اللَّه لِأَهْلِ الشِّرْك بِهِ , أَخْبَرَهُمْ أَنَّ السَّاعَة قَدْ قَرُبَتْ وَأَنَّ عَذَابهمْ قَدْ حَضَرَ أَجَله فَدَنَا . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 16196 – حَدَّثَنَا الْقَاسِم , قَالَ : ثني حَجَّاج , عَنْ اِبْن جُرَيْج , قَالَ : لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَة , يَعْنِي : { أَتَى أَمْر اللَّه فَلَا تَسْتَعْجِلُوهُ } قَالَ رِجَال مِنْ الْمُنَافِقِينَ بَعْضهمْ لِبَعْضٍ : إِنَّ هَذَا يَزْعُم أَنَّ أَمْر اللَّه أَتَى , فَأَمْسِكُوا عَنْ بَعْض مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ حَتَّى تَنْظُرُوا مَا هُوَ كَائِن ! فَلَمَّا رَأَوْا أَنَّهُ لَا يَنْزِل شَيْء , قَالُوا : مَا نَرَاهُ نَزَلَ شَيْء ; فَنَزَلَتْ : { اِقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابهمْ وَهُمْ فِي غَفْلَة مُعْرِضُونَ } 21 1 فَقَالُوا : إِنَّ هَذَا يَزْعُم مِثْلهَا أَيْضًا . فَلَمَّا رَأَوْا أَنَّهُ لَا يَنْزِل شَيْء , قَالُوا : مَا نَرَاهُ نَزَلَ شَيْء ; فَنَزَلَتْ : { وَلَئِنْ أَخَّرْنَا عَنْهُمْ الْعَذَاب إِلَى أُمَّة مَعْدُودَة لَيَقُولُنَّ مَا يَحْبِسهُ أَلَا يَوْم يَأْتِيهِمْ لَيْسَ مَصْرُوفًا عَنْهُمْ وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ } 11 8 16197 – حَدَّثَنَا أَبُو هِشَام الرِّفَاعِيّ , قَالَ : ثنا يَحْيَى بْن يَمَان , قَالَ : ثنا سُفْيَان , عَنْ إِسْمَاعِيل , عَنْ أَبَى بَكْر بْن حَفْص , قَالَ : لَمَّا نَزَلَتْ : { أَتَى أَمْر اللَّه } رَفَعُوا رُءُوسهمْ , فَنَزَلَتْ : { فَلَا تَسْتَعْجِلُوهُ } 16198 – حَدَّثَنَا اِبْن حُمَيْد , قَالَ : ثنا يَحْيَى بْن وَاضِح , قَالَ : ثنا أَبُو بَكْر بْن شُعَيْب , قَالَ : سَمِعْت أَبَا صَادِق يَقْرَأ : ” يَا عِبَادِي أَتَى أَمْر اللَّه فَلَا تَسْتَعْجِلُوهُ ” . وَأَوْلَى الْقَوْلَيْنِ فِي ذَلِكَ عِنْدِي بِالصَّوَابِ , قَوْل مَنْ قَالَ : هُوَ تَهْدِيد مِنْ أَهْل الْكُفْر بِهِ وَبِرَسُولِهِ , وَإِعْلَام مِنْهُ لَهُمْ قُرْب الْعَذَاب مِنْهُمْ وَالْهَلَاك ; وَذَلِكَ أَنَّهُ عَقَّبَ ذَلِكَ بِقَوْلِهِ سُبْحَانه وَتَعَالَى : { عَمَّا يُشْرِكُونَ } فَدَلَّ بِذَلِكَ عَلَى تَقْرِيعه الْمُشْرِكِينَ وَوَعِيده لَهُمْ . وَبَعْد , فَإِنَّهُ لَمْ يَبْلُغنَا أَنَّ أَحَدًا مِنْ أَصْحَاب رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اِسْتَعْجَلَ فَرَائِض قَبْل أَنْ تُفْرَض عَلَيْهِمْ فَيُقَال لَهُمْ مِنْ أَجْل ذَلِكَ : قَدْ جَاءَتْكُمْ فَرَائِض اللَّه فَلَا تَسْتَعْجِلُوهَا . وَأَمَّا مُسْتَعْجِلُو الْعَذَاب مِنْ الْمُشْرِكِينَ , فَقَدْ كَانُوا كَثِيرًا . وَقَوْله سُبْحَانه وَتَعَالَى : { عَمَّا يُشْرِكُونَ } يَقُول تَعَالَى ذِكْره : تَنْزِيهًا لِلَّهِ وَعُلُوًّا لَهُ عَنْ الشِّرْك الَّذِي كَانَتْ قُرَيْش وَمَنْ كَانَ مِنْ الْعَرَب عَلَى مِثْل مَا هُمْ عَلَيْهِ يَدِين بِهِ . وَاخْتَلَفَتْ الْقُرَّاء فِي قِرَاءَة قَوْله تَعَالَى : { عَمَّا يُشْرِكُونَ } فَقَرَأَ ذَلِكَ أَهْل الْمَدِينَة وَبَعْض الْبَصْرِيِّينَ وَالْكُوفِيِّينَ : { عَمَّا يُشْرِكُونَ } بِالْيَاءِ عَلَى الْخَبَر عَنْ أَهْل الْكُفْر بِاَللَّهِ وَتَوْجِيه لِلْخِطَابِ بِالِاسْتِعْجَالِ إِلَى أَصْحَاب رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وَكَذَلِكَ قَرَءُوا الثَّانِيَة بِالْيَاءِ . وَقَرَأَ ذَلِكَ عَامَّة قُرَّاء الْكُوفَة بِالتَّاءِ عَلَى تَوْجِيه الْخِطَاب بِقَوْلِهِ : { فَلَا تَسْتَعْجِلُوهُ } إِلَى أَصْحَاب رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وَبِقَوْلِهِ تَعَالَى : ” عَمَّا يُشْرِكُونَ ” إِلَى الْمُشْرِكِينَ . وَالْقِرَاءَة بِالتَّاءِ فِي الْحَرْفَيْنِ جَمِيعًا عَلَى وَجْه الْخِطَاب لِلْمُشْرِكِينَ أَوْلَى بِالصَّوَابِ لِمَا بَيَّنْت مِنْ التَّأْوِيل أَنَّ ذَلِكَ إِنَّمَا هُوَ وَعِيد مِنْ اللَّه لِلْمُشْرِكِينَ ; اِبْتَدَأَ أَوَّل الْآيَة بِتَهْدِيدِهِمْ وَخَتَمَ آخِرهَا بِنَكِيرِ فِعْلهمْ وَاسْتِعْظَام كُفْرهمْ عَلَى وَجْه الْخِطَاب لَهُمْ .’

تفسير القرطبي

قوله تعالى { أتى أمر الله فلا تستعجلوه} قيل { أتى} بمعنى يأتي؛ فهو كقولك : إن أكرمتني أكرمتك. وقد تقدم أن أخبار الله تعالى في الماضي والمستقبل سواء؛ لأنه آت لا محالة، كقوله { ونادى أصحاب الجنة أصحاب النار} [الأعراف : 44]. و { أمر الله} عقابه لمن أقام على الشرك وتكذيب رسوله. قال الحسن وابن جريج والضحاك : إنه ما جاء به القرآن من فرائضه وأحكامه. وفيه بعد؛ لأنه لم ينقل أن أحدا من الصحابة استعجل فرائض الله من قبل أن تفرض عليهم، وأما مستعجلو العذاب والعقاب فذلك منقول عن كثير من كفار قريش وغيرهم، حتى قال النضر بن الحارث { اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك} الآية، فاستعجل العذاب. قلت : قد يستدل الضحاك بقول عمر رضي الله عنه : وافقت ربي في ثلاث : في مقام إبراهيم، وفي الحجاب، وفي أسارى بدر؛ خرجه مسلم والبخاري. وقال الزجاج : هو ما وعدهم به من المجازاة على كفرهم، وهو كقوله { حتى إذا جاء أمرنا وفار التنور} [هود : 40]. وقيل : هو يوم القيامة أو ما يدل على قربها من أشراطها. قال ابن عباس : لما نزلت { اقتربت الساعة وانشق القمر} [القمر : 1] قال الكفار : إن هذا يزعم أن القيامة قد قربت، فأمسكوا عن بعض ما كنتم تعملون، فأمسكوا وانتظروا فلم يروا شيئا، فقالوا : ما نرى شيئا فنزلت { اقترب للناس حسابهم} [الأنبياء : 1] الآية. فأشفقوا وانتظروا قرب الساعة، فامتدت الأيام فقالوا : ما نرى شيئا فنزلت { أتى أمر الله} فوثب رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمون وخافوا؛ فنزلت { فلا تستعجلوه} فاطمأنوا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : (بعثت أنا والساعة كهاتين) وأشار بأصبعيه : السبابة والتي تليها. يقول : (إن كادت لتسبقني فسبقتها). وقال ابن عباس : كان بعث النبي صلى الله عليه وسلم من أشراط الساعة، وأن جبريل لما أمر بأهل السماوات مبعوثا إلى محمد صلى الله عليه وسلم قالوا الله أكبر، قد قامت الساعة. قوله تعالى { سبحانه وتعالى عما يشركون} أي تنزيها له عما يصفونه به من أنه لا يقدر على قيام الساعة، وذلك أنهم يقولون : لا يقدر أحد على بعث الأموات، فوصفوه بالعجز الذي لا يوصف به إلا المخلوق، وذلك شرك. وقيل { عما يشركون} أي عن إشراكهم. وقيل { ما} بمعنى الذي أي ارتفع عن الذين أشركوا به.

الشيخ الشعراوي – فيديو

سورة النحل الايات 1 – 2

تفسير خواطر محمد متولي الشعراوي

هكذا تبدأ السورة الجليلة؛ مُوضِّحةً أن قضاءَ الله وحُكْمه بنصر الرسول والمؤمنين لا شَكَّ فيه ولا محَالة؛ وأن هزيمة أهل الكفر قادمة، ولا مَفرَّ منها إنْ هُم استمرُّوا على الكفر.وقد سبق أنْ أنذرهم الرسول صلى الله عليه وسلم بما نَزل عليه من آيات الكتاب؛ أنذرهم في السورة السابقة ببعض العذاب الدنيوي، كنصر الإيمان على الكفر، وأنذرهم مِنْ قَبْل أيضاً ببعض العذاب في الآخرة، كقوْل الحق سبحانه: {  فَـإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ ٱلَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ } [غافر: 77].وكذلك قوله الحق: {  سَيُهْزَمُ ٱلْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ ٱلدُّبُرَ } [القمر: 45].وهكذا وعد الحق سبحانه رسوله صلى الله عليه وسلم أنْ يهزِم معسكر الكفر، وأنْ ينصرَ معسكر الإيمان؛ وإما أنْ يرى ذلك بعينيه أو إنْ قبض الحق أجلَه فسيراها في الآخرة.وعن حال الرسول صلى الله عليه وسلم قال سبحانه: {  إِنَّا كَفَيْنَاكَ ٱلْمُسْتَهْزِئِينَ } [الحجر: 95].وأنذر الحق سبحانه أهل الشرك بأنهم في جهنم في اليوم الآخر، وهنا يقول سبحانه:{ أَتَىٰ أَمْرُ ٱللَّهِ } [النحل: 1].وهذا إيضاحٌ بمرحلة من مراحل الإخبار بما يُنذِرون به، كما قال مرة: {  ٱقْتَرَبَتِ ٱلسَّاعَةُ وَٱنشَقَّ ٱلْقَمَرُ } [القمر: 1].أي: اقتربتْ ساعة القيامة التي يكون من بعدها حسابُ الآخرة والعذاب لِمَنْ كفر، والجنة لِمَنْ آمنَ وعمِل صالحاً، فاقترابُ الساعة غَيْر مُخيف في ذاته، بل مُخيف لِمَا فيه من الحساب والعقاب.وقيل: إن أهلَ الكُفْر لحظة أنْ سَمِعوا قول الحق سبحانه: {  ٱقْتَرَبَتِ ٱلسَّاعَةُ } [القمر: 1].قالوا: ” فلننتظر قليلاً؛ فقد يكون ما يُبلِّغ به محمد صحيحاً ” وبعد أن انتظروا بعضاً من الوقت، ولم تَأْتِ الساعة كما بَشَّر الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم قالوا: انتظرنا ولم تَأْتِ الساعة، فنزل قول الحق سبحانه: {  ٱقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ } [الأنبياء: 1].وهذا حديث عن الأمر الذي سيحدث فوْرَ قيام الساعة، فَهَادنُوا وانتظروا قليلاً، ثم قالوا: أيْنَ الحساب إذن؟ فنزل قوله تعالى:{ أَتَىٰ أَمْرُ ٱللَّهِ.. } [النحل: 1].وساعة سَمِع الكُلُّ ذلك فَزِعوا؛ بمن فيهم من المسلمين؛ وجاء الإسعاف في قوله من بعد ذلك:{ فَلاَ تَسْتَعْجِلُوهُ… } [النحل: 1].أي: أن الأمر الذي يُعلنه محمد صلى الله عليه وسلم لا يعلم ميعادَه إلا الله سبحانه؛ واطمأنَّ المسلمون.وكُلُّ حدث من الأحداث ـ كما نعلم ـ يحتاج كُلٌّ منها لظرفيْن؛ ظرْفِ زمانٍ؛ وظرْفِ مكان. والأفعال التي تدلُّ على هذه الظروف إما فِعْل مَاض؛ فظرْفُه كان قبل أن نتكلَم، وفعلٌ مضارع. أي: أنه حَلَّ، إلا إنْ كان مقروناً بـ ” س ” أو بـ ” سوف “.أي: أن الفعل سيقع في مستقبل قريب إنْ كان مقروناً بـ ” س ” أو في المستقبل غير المحدد والبعيد إن كان مسبوقاً بـ ” سوف ” ، وهكذا تكون الأفعال ماضياً، وحاضراً، ومستقبلاً.وكلمة (أتى) تدلُّ على أن الذي يُخبرك به ـ وهو الله سبحانه ـ إنما يُخبِرك بشيء قد حدث قبل الكلام، وهو يُخبِر به، والبشر قد يتكلَّمون عن أشياءَ وقعتْ؛ ويُخبِرون بها بعضَهم البعض.ولكن المتكلِّم هنا هو الحقُّ سبحانه؛ وهو حين يتكلَّم بالقرآن فهو سبحانه لا ينقص عِلْمه أبداً، وهو علم أَزَليٌّ، وهو قادر على أن يأتيَ المستقبل وَفْق ما قال، وقد أعدَّ توقيت ومكان كُل شيء من قبل أنْ يخلقَ؛ وهو سبحانه خالق من قبل أن يخلق أي شيء؛ فالخَلْق صفة ذاتية فيه؛ وهو مُنزَّه في كل شيء؛ ولذلك قال:{ أَتَىٰ أَمْرُ ٱللَّهِ فَلاَ تَسْتَعْجِلُوهُ سُبْحَانَهُ } [النحل: 1].أي: أنه العليمُ بزمن وقوع كُلِّ حدَث، وقد ثبت التسبيح له ذاتاً من قَبْل أن يوجد الخَلْق؛ فهو القائل: {  يُسَبِّحُونَ ٱلَّيلَ وَٱلنَّهَارَ لاَ يَفْتُرُونَ } [الأنبياء: 20].ثم خلق السماوات وخلق الأرض وغيرهما.أي: أنه مُسبِّح به من قَبْل خَلْق السماوات والأرض، وهو القائل سبحانه: {  سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي ٱلسَّمَاوَاتِ وَمَا فِي ٱلأَرْضِ } [الحشر: 1].ولكن هل انتهى التسبيح؟ لا، بل التسبيح مُستمِرٌّ أبداً، فهو القائل: {  يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي ٱلسَّمَاوَاتِ وَمَا فِي ٱلأَرْضِ } [الجمعة: 1].إذن: فقد ثبتتْ له ” السُّبْحَانية ” في ذاته، ثم وجد الملائكة يُسبِّحون الليلَ والنهارَ ولا يفترُون، ثم خلق السماء والأرض، فسبَّح ما فيهما وما بينهما؛ وجاء خَلْقه يُسبِّحون أيضاً ـ فيا مَنْ آمنتَ بالله إلهاً سَبِّح كما سَبَّحَ كُلُّ الكون.ولقائل أنْ يسألَ: وما علاقة ” سبحانه وتعالى ” بما يُشرِكون؟ ونعلم أنهم أشركوا بالله آلهةً لا تُكلِّفهم بتكليف تعبُّدي، ولم تُنزِل منهجاً؛ بل تُحلِّل لهم كُلَّ مُحرَّم، وتنهاهم عن بعضٍ من الحلال، وتخلوْا بذلك عن اتباع ما جاء به الرُّسل مُبلِّغين عن الله من تكليف يحمل مشقَّة الإيمان.وهؤلاء هم مَنْ سيلقوْنَ الله، وتسألهم الملائكة: أين هم الشركاء الذين عبدتموهم مع الله؟ ولن يدفَع عنهم أحدٌ هَوْلَ ما يلاقونه من العذاب.وهكذا تعرَّفْنا على أن تنزيه الله سبحانه وتعالى ذاتاً وصفاتاً وأفعالاً هو أمر ثابتٌ له قَبْل أنْ يُوجَد شيء، وأمرٌ قد ثبت له بعد الملائكة، وثبتَ له بعد وجود السماوات والأرض. وهو أمر طلب الله من العبد المُخيَّر أن يفعله؛ وانقسم العبادُ قسمين، قِسْم آمن وسبَّح، وقِسْم له يُسبِّح فتعالى عنهم الحق سبحانه لأنهم مُشْركون.ويقول سبحانه من بعد ذلك: { يُنَزِّلُ ٱلْمَلاۤئِكَةَ… }.

اسباب النزول – أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد بن علي الواحدي

قوله تعالى: { أَتَىٰ أَمْرُ ٱللَّهِ} الآية. [1].
قال ابن عباس: لما أنزل الله تعالى: { ٱقْتَرَبَتِ ٱلسَّاعَةُ وَٱنشَقَّ ٱلْقَمَرُ} قال الكفار بعضهم لبعض: إن هذا يزعم أن القيامة قد قربت، فأمسكوا عن بعض ما كنتم تعملون حتى ننظر ما هو كائن. فلما رأوا أنه لا ينزل شيء قالوا: ما نرى شيئاً، فأنزل الله تعالى: { ٱقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُّعْرِضُونَ} فأشفقوا وانتظروا قرب الساعة. فلما امتدت الأيام قالوا: يا محمد ما نرى شيئاً مما تخوفنا به، فأنزل الله تعالى: { أَتَىٰ أَمْرُ ٱللَّهِ} فوثب النبي صلى الله عليه وسلم، ورفع الناس رءوسهم، فنزل { فَلاَ تَسْتَعْجِلُوهُ} فاطمأنوا. فلما نزلت هذه الآية قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: بعثت أنا والساعة كهاتين – وأشار بإصبعه – إن كادت لتسبقني.
وقال الآخرون: الأمر ها هنا: العذاب بالسيف. وهذا جواب النضر بن الحارث حين قال: { ٱللَّهُمَّ إِن كَانَ هَـٰذَا هُوَ ٱلْحَقَّ مِنْ عِندِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِّنَ ٱلسَّمَآءِ} يستعجل العذاب، فأنزل الله تعالى هذه الآية.

معنى كلمة مسخرات
معنى كلمة مسخرات
0

دیدگاهتان را بنویسید

نشانی ایمیل شما منتشر نخواهد شد. بخش‌های موردنیاز علامت‌گذاری شده‌اند *